عاجل

ما شروط التوبة من الكبائر وكيفيتها؟.. الإفتاء توضح

التوبة
التوبة

 التوبة من الكبائر، خاصة في حالات ارتكاب ذنوب عظيمة كالزنا، وشرب الخمر، والقمار، وأخذ أموال ليست من حق الإنسان، وخاصة عندما لا يستطيع ردّها لعدم القدرة المادية، مسألة يكثر السؤال عنها للعودة إلى الله مرة أخرى.

التوبة من الكبائر

قالت دار الإفتاء إن التوبة من الكبائر متاحة لكل من صدق الندم وعزم على ترك المعصية، وأن التوبة هي باب رحمة الله الذي لا يُغلق أمام أحد مهما كانت ذنوبه.

قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر: 53]،
وأيضًا:  ﴿وَمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَيُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾ [الفرقان: 70].

وقد ورد في السنة النبوية ما يحث على التوبة والاستغفار، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تُوبُوا إلى اللهِ جميعًا أيُّها الناسُ لعلكم تفلحون» [مسند أحمد]، وقال أيضًا: «واللهِ إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» [البخاري].

شروط التوبة من الكبائر

الندم على الماضي: أن يشعر التائب بندمٍ شديد على ما ارتكبه من ذنوب وخطايا، وأن يعترف بخطئه أمام الله.

الإقلاع عن المعصية فورًا: وهو أمر أساسي، فلا تُقبل التوبة ما لم يترك العبد الذنب.

العزم الصادق على عدم العودة: أن يُقْرر في قلبه أن لا يعود إلى تلك الكبائر مرة أخرى، مع محاولة الصبر والمجاهدة.

الاستغفار والذكر والعبادات: الإكثار من طلب المغفرة والاستغفار، وقراءة القرآن، وأداء الصلاة، وأعمال البر والخير، فهذه جميعها تكفر الذنوب وتمحو الخطايا.

عدم الجهر بالذنوب: ينبغي لمن ارتكب الكبائر ألا يُظهرها أو يفخر بها، لأن المجاهرة بها تعد ذنبًا آخرًا.

رد الحقوق إن أمكن: إذا كان الأمر متعلقًا بأموال أو حقوق للغير، فيجب رده أو تعويضه إن أمكن، وإن لم يستطع فلا ذنب عليه مع التوبة النصوحة والدعاء.

أعمال تُعين على قبول التوبة

كثرة الصدقة والإحسان إلى المحتاجين.

المحافظة على الطاعات والعبادات.

إسباغ الوضوء، وكثرة التردد على المساجد.

حسن الخلق مع الناس.

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اتقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» [رواه أحمد].

التوبة مفتوحة لكل من صدقها، ولم يُجاهر بالمعصية، وندم على ماضيه، وعزم على ترك الذنب، وبدأ حياة جديدة مليئة بالطاعات والأعمال الصالحة. نسأل الله أن يوفق كل من تاب إليه ويغفر له ذنوبه، إنه هو التواب الرحيم.

تم نسخ الرابط