الفرق بين الحسد والغبطة.. وماذا أفعل عند الإعجاب بنعمة الغير؟

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد المواطنين حول الفرق بين الحسد والغبطة، وما ينبغي على المسلم فعله إذا رأى ما يُعجبه عند غيره وتمنى لنفسه مثل تلك النعمة دون أن يتمنى زوالها.
الفرق بين الحسد والغبطة
وفي ردها حول الفرق بين الحسد والغبطة، أوضحت دار الإفتاء أن الحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير، وهو خلق مذموم جاء التحذير منه صريحًا في نصوص الشرع الشريف، فقد قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]. كما ورد النهي عنه في السنة النبوية، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تَحاسدوا، ولا تَناجشوا، ولا تَباغضوا، ولا تَدابروا...» [رواه مسلم].
وبينت الدار أن الحسد من أمراض القلوب المهلكة، التي تفسد العلاقة بين الناس، وتُولّد الكراهية والضغينة، وتدل على ضعف الإيمان وعدم الرضا بقضاء الله وقدره. كما أنه يعكس اعتراضًا داخليًا على تقسيم الأرزاق والنعم، وهو ما يتنافى مع تمام التوكل على الله وحسن الظن به.
أما الغبطة، فهي تمني مثل النعمة التي عند الغير دون زوالها عنه، وهي أمر جائز شرعًا بل محبذ في بعض المواطن، لا سيما في المنافسة في أمور الخير والصلاح. وقد فرّق العلماء بين الحسد والغبطة، فذكر الإمام الفيروزآبادي في "القاموس المحيط" أن الحسد هو تمني زوال النعمة، أما الغبطة فهي تمني مثلها دون زوالها.
كما نقلت دار الإفتاء قول الفضيل بن عياض: "الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق؛ فالمؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط"، وهو ما أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء".
ماذا يفعل المسلم عند الإعجاب بنعمة الغير؟
وفيما يتعلق بما يجب على المسلم فعله إذا رأى ما يُعجبه، شددت دار الإفتاء على أهمية الدعاء بالبركة لصاحب النعمة، مستشهدةً بما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: «إذا رأى أحدكم من أخيه ما يُعجبه فليدعُ له بالبركة، فإن العين حق» [رواه ابن ماجه]. وهذا يدل على أن من تمام أدب المسلم أن يتمنى الخير للناس، ويطلب لنفسه مثل ما أنعم الله به عليهم، دون أن يتمنى زوال تلك النعم.
وأضافت الدار أن من الأدعية المستحبة في هذا المقام: "بارك الله لك في نعمائه، وزادك من فضله، وآتاني مثل ما آتاك"، وهو دعاء يجمع بين المحبة والإيمان بالقدر، والطموح المشروع دون بغضاء.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على ضرورة تهذيب النفس، والتخلّي عن آفات القلب، وأن يتحلى المسلم بالرضا وحب الخير للغير، سائلين الله تعالى أن يُصلح القلوب، ويطهر النفوس، ويرزقنا وإياكم النعم ويبارك فيها.