عاجل

غزة بعد الانسحاب: معركة البقاء على وقع الكارثة والخدمات المنهارة

النازحون الفلسطينيون
النازحون الفلسطينيون يعودون بعد وقف الحرب

مع توقف العمليات العسكرية وانسحاب قوات الاحتلال، يواجه قطاع غزة واقعاً مأساوياً وكارثيًا، تتكشف فيه بوضوح حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وعلى رأسها القطاع الصحي المنهار، ومع عودة نحو نصف مليون نازح إلى مدينة غزة، بحسب إفادة الدفاع المدني، تتضاعف التحديات الإنسانية في ظل انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية.

الانهيار التام للقطاع الصحي وأزمة المرضى

يؤكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة أن "الوضع الصحي في القطاع منهار تماماً"، خاصة بعد التدمير الممنهج الذي لحق بالمستشفيات في مدينة غزة، وتتركز الجهود الحالية على "إعادة الحد الأدنى من الخدمات الصحية"، بالتوازي مع العمل على "حصر حجم الأضرار" الهائلة التي شملت البنية التحتية والكوادر الطبية،وتشير بيانات الوزارة إلى أن هناك حاجة ماسة لإجلاء 17 ألف مريض للسفر فوراً خارج القطاع لتلقي العلاج المتخصص، في دليل صارخ على عجز المنظومة الصحية الداخلية.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية، في تقاريرها، أن سبعة مستشفيات فقط من أصل 36 تعمل بشكل جزئي، مما يخلق بيئة "مناسبة لانتشار الأوبئة على نطاق واسع" في ظل ظروف النزوح وسوء التغذية.

خطة الإغاثة والتعافي الدولية

على الصعيد الدولي، أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA) عن استعداده للتدخل الفوري، مؤكداً أن فرقه "انتشرت والشاحنات بدأت تنطلق لمساعدة سكان قطاع غزة"، وتستعد الأمم المتحدة "لإعادة تأهيل أنظمة الرعاية الصحية والمياه والتعليم في غزة"،هذا التدخل الحاسم يأتي بالتوازي مع خطة طموحة للأمم المتحدة لزيادة شاحنات المساعدات إلى مئات يومياً، وتوفير مساعدات نقدية، ودعم المخابز والمطابخ المجتمعية، والعمل على "عكس حالة المجاعة" التي انتشرت في مناطق واسعة، كما دعت تقارير أممية إلى وضع خطة شاملة للتعافي وإعادة الإعمار تربط بين المساعدات الإنسانية والاستثمارات الاستراتيجية، محذرة من أن التدمير قد يمحو أكثر من 69 عاماً من التقدم التنموي في القطاع.

الجدول الزمني لمرحلة وقف الحرب وعودة الحياة

دخلت جهود وقف الحرب حيز التنفيذ وفق اتفاق متعدد المراحل، تركز مرحلته الأولى على إجراءات عاجلة تشمل التبادل المحدود للأسرى وبدء الانسحاب التدريجي للقوات وفتح المعابر. ويشمل الجدول الزمني لتلك المرحلة خطوات عملية بدأ تنفيذها، كان من أبرزها:

  • الانسحاب التدريجي: بدء انسحاب القوات من المناطق المأهولة في غزة بشكل تدريجي وموسع لضمان سلامة عودة النازحين.
  • فتح المعابر: فتح 5 معابر إنسانية لدخول المساعدات، مع التزام بزيادة عدد شاحنات الإغاثة إلى 400 شاحنة يومياً كحد أدنى، ترتفع لاحقاً إلى 600 فأكثر.
  • تبادل الأسرى: تنفيذ عملية تبادل رسمية بوساطة إقليمية ودولية (مصر وقطر والولايات المتحدة)، تضمنت الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل تسليم محتجزين إسرائيليين.
  • عودة النازحين: بدء عودة المواطنين النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وشماله فور بدء تنفيذ الاتفاق.
    هذه الخطوات تمثل نقطة بداية، تليها مفاوضات فورية حول المرحلة الثانية التي تهدف إلى ضمان وقف دائم للعدوان وإنجاز انسحاب أوسع، يبقى الأمل معقوداً على استدامة هذا الهدوء لتمكين جهود التعافي الضخمة، حيث يتطلب الواقع الحالي في غزة إرادة دولية غير مسبوقة لإنقاذ ما تبقى من حياة وكرامة لأكثر من مليوني إنسان.
تم نسخ الرابط