الإدريسي: إنهاء الحرب يعزز مكانة مصر في التجارة العالمية

قال الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي، إن قرار إنها الحرب في غزة سوف يؤثر بشكل إيجابي على حركة الملاحة بقناة السويس، مؤكداً أنها بداية من عودة ما يقرب من 60 إلى 70% من حركة الشحن العالمية إلى مسارها الطبيعي، وهو ما ينعكس مباشرة على خفض تكاليف النقل البحري التي ارتفعت خلال الأشهر الماضية بنسبة تجاوزت 40% بسبب اضطرابات الملاحة وتحوّل السفن إلى مسارات أطول عبر رأس الرجاء الصالح.
انخفاض متوسط تكلفة الشحن
وأضاف الإدريسي، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن عودة الملاحة الكثيفة عبر المضيق ستؤدي إلى انخفاض متوسط تكلفة الشحن للحاوية الواحدة من شرق آسيا إلى أوروبا من نحو 6000 دولار إلى ما بين 3500 و4000 دولار خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما سيخفف الضغط على أسعار السلع العالمية خاصة الطاقة والحبوب والمعادن، التي كانت تعاني من زيادات بسبب تكاليف النقل، مشيرًا إلى أن شركات الملاحة العالمية بدأت بالفعل في تسعير هذا الخبر في أسهمها، حيث سجلت بعض أسهم النقل البحري ارتفاعات تجاوزت 5% في جلسات التداول الأخيرة مع توقعات بزيادة أرباح الربع الرابع بنسبة قد تصل إلى 15% نتيجة استئناف المسارات الأسرع والأقل تكلفة.
إنهاء الحرب سيعيد لمصر أهمية إستراتيجية أكبر في خريطة التجارة العالمية
وأوضح الخبير الاقتصادي، أما على المستوى الإقليمي، فإن هذا التحول سيعيد لمصر والسعودية واليمن أهمية إستراتيجية أكبر في خريطة التجارة العالمية، خصوصًا لمصر التي تعتمد بشكل مباشر على مرور السفن في البحر الأحمر وقناة السويس، حيث تشير التقديرات إلى أن زيادة حركة السفن عبر باب المندب قد ترفع إيرادات قناة السويس بنسبة تتراوح بين 10 و15% خلال الربع الأول من 2026 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، أي بإضافة تتراوح بين 700 و900 مليون دولار إلى الإيرادات السنوية البالغة حاليًا نحو 8.5 مليارات دولار.
وأكد الإدريسي، أنه من الناحية الاقتصادية، يعكس هذا التطور بداية مرحلة استقرار في سلاسل الإمداد العالمية بعد عام من الاضطرابات، ويعزز ثقة المستثمرين في قطاع النقل البحري والطاقة، ويدعم أسواق الأسهم في الدول المرتبطة بالملاحة الدولية، خاصة بعد أن عادت مؤشرات النقل العالمية للارتفاع بنحو 12% منذ بداية أكتوبر، ما يشير إلى أن الأسواق بدأت بالفعل في استباق أثر هذا التعافي على النمو العالمي خلال الفترة المقبلة.
تراجع إيرادات قناة السويس نتيجة الحرب على غزة
وتراجعت إيرادات قناة السويس بنسبة تقارب 60% خلال العامين الماضيين، نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة وما تبعها من توترات في البحر الأحمر.ووفقا لبيانات البنك المركزي المصري، انخفضت إيرادات القناة من 8.8 مليار دولار خلال العام المالي 2022-2023 إلى نحو 3.6 مليار دولار خلال العام المالي المنتهي في يونيو 2025.
ويعزى هذا التراجع الحاد إلى الهجمات المتكررة التي شنتها جماعة الحوثي في اليمن على سفن الشحن العالمية، في محاولة للضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، ما دفع العديد من السفن إلى تغيير مسارها من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
كان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء قد توقع في وقت سابق من هذا العام عودة إيرادات قناة السويس تدريجيا إلى مستوياتها الطبيعية عقب استقرار الأوضاع في المنطقة.
كما توقّع صندوق النقد الدولي تحسن الإيرادات مع اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقبل يومين أعلن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي موافقة إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد حربا مستمرة منذ أكثر من عامين.