تاريخ مصر القديمة ينبض في متحف ألارد بيرسون بأمستردام

يعرض متحف ألارد بيرسون في أمستردام قطعة أثرية فريدة من نوعها تُعرف باسم "شبكة خرز منسوجة"، كانت في الأصل جزءًا من ثوب جنائزي لمومياء، وتُعد واحدة من روائع فنون الدفن في العصرين المتأخر والبطلمي من تاريخ مصر القديمة.
نصوص هيروغليفية
تتألف القطعة من عمود رأسي يحمل نصوصًا هيروغليفية، تعلوه صورة للإله أنوبيس في وضع الاستلقاء، متجهًا نحو اليسار بما يتماشى مع اتجاه الكتابة. صُممت هذه القطعة بدقة متناهية باستخدام خرز أسطواني الشكل متداخل بعناية، ليشكل صفًا من الرموز والعناصر الفنية الدقيقة، فيما لا تزال بعض الخرزات الأصلية المتصلة بالنسيج محفوظة حتى اليوم.
ويعكس أسلوب التنفيذ براعة المصريين القدماء في الجمع بين الفن الرمزي والحرفة الدقيقة، حيث كان يُعتقد أن شبكة الخرز توفر حماية روحية للمومياء وتعبر عن صلة وثيقة بالعقيدة الجنائزية التي تقدّس أنوبيس، إله التحنيط وحارس المقابر.
مقتنيات المتحف
تحمل القطعة رقم تسجيل APM 8523 ضمن مقتنيات المتحف، ويُرجَّح أن موقع اكتشافها الأصلي غير معروف، إلا أن تفاصيلها الفنية وتقنيتها في استخدام القيشاني المنسوج تؤكد أنها من إنتاج الورش المصرية المتخصصة التي ازدهرت خلال تلك الفترات المتأخرة من الحضارة المصرية القديمة.
هذه القطعة تمثل شهادة حية على مهارة وإبداع المصريين القدماء في مجال فنون الدفن، وتسلط الضوء على معتقداتهم الروحية وأسلوب حياتهم المتعلق بالموت والآخرة.
