الكشف عن تطور سري.. اكتشاف تنين يشبه السيف عمره 190 مليون عام

قبل أربعة وعشرين عامًا، رُصد شيء غير مألوف بالصدفة على نتوء صخري من الجرف الذهبي شديد الانحدار، كانت عظام حيوان بحري مفترس غامض، من نوع غير معروف، مخبأة في طين الرخام، كقطعة أثرية ثمينة، والآن فقط، في عام ٢٠٢٥، أطلق الباحثون على هذا المخلوق اسمًا: "تنين السيف ذو القبعة الذهبية".
لطالما عُرف ساحل دورست بأنه كنز دفين للآثار القديمة، إذ يعد ساحل العصر الجوراسي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو بفضل آلاف الاكتشافات التي تكشف عن الحياة في بحار الأرض البعيدة، ولكن حتى بين مئات الزواحف والأسماك القديمة، يبرز هذا الاكتشاف الجديد ببراعة وأهمية.
في عام 2001، لاحظ كريس مور، جامع الأحافير، أثناء سيره على طول جرف "القبعة الذهبية"، جزءًا من فقرة بارزة من نتوء صخري. نظف الطبقة بعناية، وسرعان ما اكتشف هيكلًا عظميًا شبه كامل لزاحف بحري، محفوظًا بتقنية الأبعاد الثلاثية، دون التسطح المميز الذي يحدث غالبًا أثناء التحجر.
رغم هذا الاكتشاف، ظلت البقايا مجهولة المصدر لفترة طويلة، انتهى المطاف بالهيكل العظمي ضمن مقتنيات متحف أونتاريو الملكي، حيث بقي لعقود قبل أن يفحصه علماء الحفريات المعاصرون.
وعندما عاد فريق بقيادة الدكتور دين لومكس من جامعة مانشستر إلى العينة وأجرى تحليلاً مفصلاً، أصبح من الواضح أن هذا لم يكن مجرد إكثيوصور آخر، بل جنس ونوع جديد تماماً، يتمتع بخصائص فريدة لم يتم التعرف عليها من قبل في عينات أخرى معروفة.
أُطلق عليهم اسم Xiphodracon goldencapensis، أي “تنين السيف ذو القبعة الذهبية”، الاسم العلمي مشتق من كلمات يونانية تعني وحشًا بحريًا ذو أنف طويل يشبه الشفرة.
زاحف بحري ذو وجه يشبه السيف
كان زيفودراكون إكثيوصورًا صغيرًا نسبيًا، يبلغ طوله حوالي ثلاثة أمتار، ويتميز بنيته بمظهره الشبيه برأس السهم: خطم طويل ضيق ذو أسنان رفيعة تشبه الإبر. كانت عيناه ضخمتين، بتجاويف كبيرة الحجم، مما يدل على أن الرؤية كانت أساسية للصيد في مياه البحر المظلمة.
لكن الأكثر إثارة للاهتمام كان التشريح المحيط بفتحات الأنف، واكتشف الباحثون حول فتحة الأنف عظمةً ذات نتوءات "تشبه الدوران" وهي بنية لم تُشاهد من قبل في أي إكثيوصور معروف.
تثير هذه السمات "غير المسجلة" تساؤلات حول تنوع الأشكال في هذا العصر الجوراسي المبكر، والذي لم يُفسَّر من قبل.
قدمت البقايا أيضًا دليلاً غير مباشر على حياة زيفودراكون، واحتوى الهيكل العظمي على بقايا يُحتمل أنها وجبته الأخيرة، وأسماك، ورأسيات الأرجل (مخلوقات تشبه الحبار)، مما يؤكد أنه كان صيادًا نشطًا.
آثار المعركة والمرض والتحول التطوري
لم يكن الهيكل العظمي كاملاً: فقد عُثر على آثار تلف في الجمجمة، يُرجَّح أنها آثار عضّات حيوان مفترس أكبر حجمًا، علاوةً على ذلك، أظهرت عظام الأطراف والأسنان تشوهات، مما يُشير إلى احتمال إصابته بأمراض أو إصابات خلال حياته.
ربما تعرض زيفودراكون لهجوم من عملاق بحري، ربما من نفس جنس تيمنودونتوصور، الذي بلغ طول أعضائه عشرة أمتار أو أكثر، ويُحتمل أن يكون هذا الصراع الافتراضي قد أدى إلى إصابة قاتلة في الجمجمة، على الرغم من أن البقايا لا تزال غير واضحة.