عاجل

باحثة فلسطينية: نجاح هدنة غزة مرهون بالضغط الأمريكي.. وتحذير من ابتزاز الإعمار

قطاع غزة
قطاع غزة

ثمَّنت الدكتورة تمارا الحداد، الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، الجهود المصرية الدبلوماسية والسياسية التي تكللت بالنجاح في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة، مؤكدة أن هذا الإنجاز يُمثل "مساء النصر" على الجميع، ويُلبِّي آمال المواطن الفلسطيني بوقف العنف بعد عامين من المعاناة.

​وأشارت "الحداد"، خلال مداخلة هاتفية على قناة "الشمس"، إلى أن الجهد المصري كان يولي الأهمية القصوى لحماية القضية الفلسطينية ورفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وهو ما قاد إلى هذه المرحلة الأولى من الاتفاق، مقدمة تقييمًا لنتائج المفاوضات الأولية، مؤكدة أن نجاح الاتفاق ونتائجه النهائية مرهون بعدة مقومات.

وشددت على أن المرحلة الأولى، التي تشمل إخراج جميع الرهائن، يجب أن تنجح ليُبنى عليها تنفيذ المراحل الأخرى الأكثر تعقيدًا، مؤكدة على ضرورة استمرار ضغوطات الضامن الأساسي، وهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى الوسطاء كقطر وتركيا، للضغط على صانع القرار الإسرائيلي، وتحديدًا بنيامين نتنياهو.

وألمحت إلى أن الضغط الأمريكي كان حاسمًا، سواء كان من أجل تحقيق هدف مستدام للسلام أو حتى لرغبة ترامب المحتملة في تحقيق هدف شخصي كجائزة نوبل، مشيدة بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن "خيارنا هو السلام الاستراتيجي"، مؤكدة على ضرورة الانتقال من الحلول التكتيكية إلى الحلول السياسية الجذرية بعد توقف القتال.

و​أوضحت أن التحدي الأكبر يكمن في تنفيذ المراحل اللاحقة، خاصة فيما يتعلق بإدارة "اليوم التالي" وإعادة الإعمار، مؤكدة على ضرورة أن تكون إدارة اليوم التالي تُساق فلسطينيًا، بمرجعية وطنية فلسطينية، سواء عبر لجنة تكنوقراط تابعة للسلطة أو غيرها، لضمان حماية الوحدة الترابية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ورفض تصفية القضية الفلسطينية.

وحذرت من أن قضية الإعمار قد تكون الأصعب، لوجود رؤى دولية وشركات عقارية كشركات كوشنير وترامب، والتي تسعى للاستفادة، مما قد يؤدي إلى ابتزاز مستقبل المواطن الفلسطيني وفرض شروط بقائه أو خروجه، وقارنت ذلك برؤية القاهرة التي تدعو إلى إعمار يهدف إلى تثبيت وجود الشعب الفلسطيني بكرامة من منطلق وطني عربي.

​وحذرت من أن هذه الخطة قد تحتوي على ثغرات يمكن لنتنياهو استغلالها لاستئناف القتال، مشيرة إلى أن المخاوف الأكبر تتمثل في أن تتحول عملية وقف الهجوم إلى استئناف للقتال بطريقة دفاعية تحت حجة التهديدات الأمنية، خاصة وأن معضلة السلاح ومستقبل حركة حماس لم يتم حسمها بشكل نهائي، محذرة من تكرار النموذج اللبناني الذي يسمح باستئناف العنف وقتما يشاء الجانب الإسرائيلي.

​واختتمت بأن هذا الإنجاز المصري يعكس قدرة القاهرة على الجمع بين الوساطة الهادئة والحنكة السياسية لتؤكد ريادتها كطرف إقليمي لا يمكن استبداله أو تجاوزه.
 

تم نسخ الرابط