عاجل

رسالة رحمة لا تجارة.. هبة الحسيني عبد الفتاح طبيبة أعادت للطب إنسانيته

الدكتورة هبة الحسيني
الدكتورة هبة الحسيني عبد الفتاح

في زمنٍ أصبحت فيه الخدمات الطبية عبئًا على كثير من الأسر، تبرز دائمًا نماذج مضيئة تُعيد للطب معناه الحقيقي، وتذكّرنا بأن الطب رسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة، ومن بين هذه النماذج المُلهمة، تبرز الدكتورة هبة الحسيني عبد الفتاح، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، والتي قررت أن تجعل من علمها وخبرتها وسيلة لرحمة الناس وتخفيف آلامهم، لا مجرد وسيلة للربح. 

تخرّجت الدكتورة هبة الحسيني في جامعة عين شمس، وهي واحدة من أعرق الجامعات الطبية في مصر والعالم العربي، حيث حصلت على دراسات عليا في تخصص طب الأطفال وحديثي الولادة، وهو من أدق وأصعب التخصصات الطبية التي تتطلب حسًّا إنسانيًا عاليًا وصبرًا كبيرًا. 

وخلال سنوات دراستها وتدريبها، لم تكن هبة الطبيبة المتفوقة فحسب، بل كانت الإنسانة صاحبة القلب الكبير، التي تحلم بأن تكون طبيبة “قريبة من الناس” بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ولأن الإيمان الحقيقي لا يكتمل إلا بالفعل، قررت الدكتورة هبة أن تترجم هذا الإيمان إلى خطوات واقعية ملموسة على الأرض، فقد أطلقت مبادرة للاستشارات المجانية للأهالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف مساعدة الأمهات والآباء في التعامل مع مشكلات أطفالهم الصحية الطارئة واليومية، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها العديد من الأسر.

وأوضحت في لقاء خاص معها: “أحيانًا تأتي رسالة من أم قلقة على طفلها، مجرد طمأنة صغيرة قد تنقذها من القلق وتجنّب الطفل مضاعفات خطيرة، فلماذا أبخل عليها بكلمة وأنا أمتلك القدرة على المساعدة؟” لم تتوقف مبادرة العطاء عند الاستشارات الإلكترونية فقط، بل امتدت إلى أرض الواقع، حيث خصصت أسبوعًا كاملاً في عيادتها لاستقبال المرضى بسعر رمزي مخفض لا يتجاوز 50 جنيهًا فقط، في خطوة أثارت إعجاب الجميع وشجعت الكثير من الأطباء الشباب على تبني مبادرات مشابهة. 

وتقول : “الطب رسالة، ومن واجبنا أن نكون سندًا للناس، لا أن نزيد من معاناتهم. قررت أن يكون هذا الأسبوع هدية مني لكل أم وأب محتاجين لعلاج أطفالهم دون قلق من التكاليف، و اللافت في تجربتها أنها لا تكتفي بالعلاج، بل تولي اهتمامًا خاصًا بالتثقيف الصحي للأمهات، وتحرص في كل زيارة على شرح تفاصيل الحالة بطريقة مبسطة، وتقدم نصائح عملية للحفاظ على صحة الطفل في البيت. فهي تؤمن بأن “الوعي نصف العلاج”، وأن الأم الواعية هي خط الدفاع الأول عن صحة طفلها.

كما تشتهر بعلاقتها القريبة من مرضاها، فهي لا تتعامل معهم كمجرد أرقام في سجل، بل كأبناء وأهل، تتابع تطور حالتهم الصحية باهتمام، وتفرح لشفائهم كما تفرح الأم لابنها، ولذلك، لا عجب أن تحظى بثقة كبيرة ومحبة من الأهالي في منطقتها ومن كل من تعامل معها، وفي ظل الزحام الطبي وارتفاع تكاليف الخدمات الصحية، تأتي مبادرات مثل مبادرة الدكتورة هبة الحسيني لتعيد التوازن الإنساني للمشهد، وتثبت أن الطبيب الحقيقي هو الذي يضع مصلحة المريض أولاً، وأن البسمة التي يرسمها على وجه أم مطمئنة أو طفل معافى لا تُقدر بثمن.

ختامًا، يمكن القول إن الدكتورة هبة الحسيني عبد الفتاح ليست مجرد استشاري طب أطفال وحديثي ولادة، بل هي رمز لطبيبة تحمل في قلبها إنسانية المهنة قبل أدواتها، وتؤمن أن الخير لا ينقص بالعطاء. هي نموذج مُشرّف للطب المصري الأصيل، الذي ما زال ينبض بالرحمة والضمير والعطاء.

تم نسخ الرابط