التسوق أسبوعيًا يساعد النساء في تخفيف الشعور بالتوتر ويمنحهن السعادة

تُشير الأبحاث إلى أن هذه العادة، التي تُسمى غالبًا "العلاج بالتسوق"، تُحفز إفراز مواد كيميائية مثل الدوبامين والإندورفين، مما يُولد شعورًا بالسيطرة والرضا. مع ذلك، يُحذر الخبراء من أن هذا التأثير مؤقت، وأن الإفراط فيه قد يُؤدي إلى عواقب سلبية.
الأرجح أنك مررت بتجربة انخفاض التوتر النفسي مع الإحساس بشيء من السعادة بعدما اشتريت شيئاً جديداً، سواء أكنت بحاجة إليه أم لا. وفي أحيان كثيرة، يرافق الإنفاق شعور بالسعادة، وتُضاف إليه مشاعر إيجابية متأتية من امتلاك الأشياء وضمّها إلى الممتلكات الذاتية. وتتآزر تلك المشاعر لتصنع ظاهرة تُسمّى "العلاج بالتسوق" Retail Therapy.
ليست تلك الظاهرة علاجاً فعلياً. وقد تقف أسباب عدة خلف التوتر الذي يقودك إلى هذا السلوك الشرائي النافر، الذي قد يستدعي تشخيصاً وعلاجاً.

لكن في المحصلة، لا يمكن أن ننكر تأثير السعادة الذي يمنحه التسّوق حينما يكون مزاجك سيئاً.
في العام 2018، نشرت "جامعة بوتلر" دراسة بعنوان "مولات أقسام البيع المباشر: استكشاف العلاج الشراء بالمفرق" Emotional Outlet Malls: Exploring Retail Therapy "، أشارت إلى أنّ "العلاج بالتسوق" يعزز احترام الذات. فالعثور على شيء يتماشى مع أسلوبك الشخصي أو اهتماماتك يمكن أن يعزز احترام الذات. ويمكن أن يؤدي هذا الشعور إلى تحسين الحالة المزاجية العامة والثقة بالنفس.
هل يفيدك التسوق لتخفيف توترك فعلاً؟
الدكتور ماريو عبود- معالج نفسي ومستشار لدى "الهيئة الطبية الدولية" ومنظمة "أطباء بلا حدود".
إن كلمة "العلاج بالتسوق" تتبع الاتجاهات والموضة لتصوير التأثير الإيجابي للتسوق على حالة الفرد النفسية.
لكن التسوق لإزالة التوتر ليس علاجاً طبياً يوصى به. بالأحرى، إنه باب "لفشة الخلق" تماماً كتدخين السيجارة، لا يحل المشكلة الأساس.

يندرج هذا السلوك ضمن أنواع التنفيس عن التوتر والترويح عن النفس.
وتصبّ في تلك الخانة، عملية الخروج من المنزل والبحث عن أشياء لشرائها. وتكون كمية التسوق لدى الفرد فوق المعتاد، لأنها تأتي نتيجة ارتباط سلوك التسوق مع فترات نفسية صعبة، ويكون هدفها تحسين المزاج.
ومثلاً، حينما يشعر الإنسان أنه فاقد للسيطرة على محيطه وظروفه وحياته ومشاعره، تُشعره عملية التسوق بالسيطرة على كل ذلك. ويؤدي ذلك إلى إسعاد المرء لنفسه وتعزيز الثقة بذاته، والشعور بالرضا والإنجاز.
وبالتالي، يتولّد شعور بالارتياح من الاكتئاب والقلق، لكن ذلك لا يدوم طويلاً.
إن مجرّد فكرة اقتناء شيء جديد أو شرائه، يزيل الإجهاد.
وخلال التسوق وعملية الشراء، ينشغل الفرد بالاختيار والألوان والأشكال والأنماط، ويبتعد بتفكيره عمّا يقلقه ويوتّره، بذلك، وينفصل عن الوقت الصعب الذي يمرّ فيه ويركز تفكيره على أمر يحبه.
وبصورة عامة، قد يلجأ الأشخاص الذين يحبّون التسوق إلى ممارسة ذلك النشاط أثناء معاناتهم حالات عصيبة، مهما كان جنسهم أو نوع شرائهم. وفي العادة، تبدو السيدات مهيئات أكثر من الرجال، للانخراط بهذا السلوك، لأن شراء الألبسة من اهتماماتهن.