إسلام مبارك تكشف معاناة ما قبل «ضي»: من حدود الحرب لأضواء القاهرة

روت الفنانة السودانية  إسلام مبارك كواليس مشاركتها في فيلم "ضي"، كاشفة عن رحلة استثنائية خاضتها وسط أجواء الحرب والتهجير، حتى وصلت إلى القاهرة لتشارك في عمل فني أصبح أقرب إلى شهادة حياة.

رحلة من النار إلى النور

تحدثت إسلام مبارك خلال لقائها مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم" على قناة ON، عن المعاناة التي عاشتها بعد اندلاع الحرب في السودان، قائلة: "كنت على الحدود لما بدأنا نشتغل على الفيلم، وكل حاجة كانت صعبة، ما بين الخوف على الأهل والقلق من المستقبل، بس كنت حاسة إن الفن ممكن يكون طوق نجاة."

وأضافت أن رحلتها نحو مصر لم تكن سهلة، لكنها حملت بداخلها يقينًا غريبًا بأن هذه التجربة ستكون نقطة تحول في حياتها، موضحة: "كان الطريق طويل ومؤلم، لكن كل خطوة فيه كانت بتقربني من نفسي أكتر، ومن الحلم اللي ما استسلمتش له."

تجربة فنية بروح إنسانية

وصفت إسلام فيلم "ضي" بأنه أكثر من مجرد عمل سينمائي، بل تجربة إنسانية نقلتها من حالة الانكسار إلى الأمل، مشيرة إلى أن شخصيتها في الفيلم تماهت بشكل كبير مع ما عاشته في الواقع.
وقالت: "حسيت إن دوري في (ضي) بيحكي وجعي الحقيقي، كنت عايشة اللي بصوره، واللي حصل كان امتداد لمعاناتي الشخصية… لما بلدك بتضيع، بتحس إن أحلامك كمان بتتبخر، بس جوّاك ضي صغير بيقولك لسه في أمل."

الإيمان بالفن رغم العواصف

ورغم الظروف الصعبة التي أحاطت بالفريق، أكدت إسلام أنها لم تفقد إيمانها بالمشروع: "ما صدقتش إن الفيلم مش هيتصور… كنت على يقين إنه هيشوف النور، وكل مرة كنت أقول لنفسي: (ضي) هيخرج للنور زي ما أنا خرجت من العتمة."

وأشارت إلى أن العمل مع فريق الفيلم كان بمثابة تعويض عن كل ما فقدته، مضيفة:"لقيت في الناس اللي اشتغلت معاهم دفء غريب، حسّيت إن الفن ممكن يكون وطن بديل، وطن بيجمعك بالحب بدل الخوف."

نقطة بداية جديدة

واختتمت الفنانة السودانية حديثها بالتأكيد على أن مشاركتها في الفيلم كانت بداية جديدة لها، تقول: "من بعد (ضي) حسيّت إن في حياة جديدة بدأت، يمكن الطريق لسه طويل، لكن المرة دي أنا ماشياه وأنا مؤمنة إن الفن قادر يخلّي الوجع معنى، مش نهاية."