خبراء عن اتفاق شرم الشيخ: القاهرة تثبت أنها الضامن الحقيقي للسلام في غزة

ثمن عدد من الخبراء والمتخصصين في الشؤون السياسية والأمن القومي الدور المصري في إنجاح اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، مؤكدين أن القاهرة أثبتت مجدداً ريادتها في إدارة الأزمات الإقليمية، وقدرتها على توحيد المواقف وفرض رؤيتها للحل عبر دبلوماسية هادئة وفاعلة انطلاقاً من مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.
بدايًة، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والأمن القومي، أن الوساطة المصرية بمشاركة قطر كانت العامل الحاسم في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل خلال اجتماعات شرم الشيخ، مشيراً إلى أن الدور المصري كان كبيراً ومركزياً باعتبار القاهرة وسيطاً وشريكاً أساسياً في ما جرى.
وأوضح فهمي في تصريحات خاصة لموقع نيوز رووم أن انعقاد الاتفاق في مدينة شرم الشيخ يحمل مصر مسؤولية كبيرة ستستمر خلال المراحل القادمة، مشيراً إلى أن الاتفاق يتضمن خمس مراحل تبدأ أولها اليوم وتشمل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين خلال الساعات المقبلة، مؤكداً أن مصر ستكون اللاعب المركزي الرئيسي بالتعاون مع الأطراف العربية والدولية المعنية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن الحديث عن تجميد سلاح حماس سابق لأوانه، لأن تلك الخطوة تحتاج إلى إرادة عربية ودولية مشتركة، لافتاً إلى أن من المتوقع أن يكون لمصر دور محوري في مجلس السلام في غزة، باعتبارها الضامن الأكبر للاتفاق، خاصة أنه يحظى بدعم القيادتين المصرية والأمريكية.
مصر لاعب مركزي وضامن رئيسي للاتفاق
وكشف فهمي أن المرحلة المقبلة ستشهد حواراً فلسطينياً في القاهرة، إلى جانب التحضير لمؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، مؤكداً أن مصر تتابع وتقيّم جميع المقترحات الخاصة بالإعمار لضمان تنفيذها بما يخدم الشعب الفلسطيني ويحافظ على الأمن الإقليمي.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة إيمان زهران، أستاذة العلوم السياسية، أن مصر كانت ولا تزال الداعم الأول للقضية الفلسطينية، والركيزة التي تستند إليها إرادة الشعب الفلسطيني في غزة، سواء في أوقات الحرب أو في مسارات السلام.
وقالت زهران في تصريحات خاصة لموقع نيوز رووم إن إتمام اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار على أرض مصر يمثل رسالة واضحة للعالم حول الدور الريادي للقاهرة، رغم محاولات بعض القوى المعادية تشويه الحقائق والتقليل من حجم الإنجاز المصري.
وأوضحت أن القاهرة اختارت العمل في صمت وبهدوء دبلوماسي بعيداً عن الضجيج الإعلامي، في وقت انشغلت فيه بعض الدويلات الصغيرة وتيارات الإسلام السياسي بالشعارات الجوفاء والمزايدات، مؤكدة أن مصر فرضت رؤيتها للحل والسلام بخطوات مدروسة ومسؤولة دون استعراض أو ضوضاء.
مصر فرضت رؤيتها للحل بخطوات هادئة ومدروسة
وشددت أستاذة العلوم السياسية على أن مصر دولة كبرى ذات ثقل إقليمي واستراتيجي، تمتلك أدوات الردع والسلام معاً، وتوازن ببراعة بين حماية أمنها القومي ودعم حق الشعوب العربية – وفي مقدمتهم الفلسطينيون – في حياة آمنة مستقرة.
وأضافت زهران أن مفاوضات شرم الشيخ الأخيرة جسدت هذا النهج، وأرست تصوراً واضحاً لآليات الحل الشامل، وأثمرت عن اتفاق ملزم لجميع الأطراف رغم تباين مواقف بعض القوى الإقليمية والدولية، مشيرة إلى أن مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة سيكون المحطة الأهم في المرحلة المقبلة إلى جانب الترتيبات المصرية-الفرنسية التي تم بحثها مؤخراً لبناء على التطورات الإيجابية في المفاوضات.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن اتفاق شرم الشيخ يمثل لحظة فارقة في مسار القضية الفلسطينية، ونقطة تحول حقيقية نحو إنهاء الحرب وتحقيق السلام العادل والدائم في غزة.