الإعلامي محمد الباز: لماذا أصدق الرئيس السيسي وأثق به؟

أكد الكاتب الصحفي والإعلامي محمد الباز، رئيس مجلسي وإدارة جريدة الدستور، على ثقته بالرئيس عبد الفتاح السيسي وقراراته التي اتخذها بشأن القضية الفلسطينية منذُ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر عام 2023.
وكتب الباز على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منشورًا يتضمنّ عدة نقاط تؤكد مسار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصحيح، موضحًا أنَّه منذ البداية، وكان على ثقة بإدارة الرئيس المصري ملف القضية الفلسطينية
وأوضح الإعلامي محمد الباز أنَّه كانت لديه إشارات وعلامات، أولها: علمه أنه، وبعد ساعات من انطلاق أحداث 7 أكتوبر، أعلن الرئيس لمن حوله أن ملف التهجير سيفتح من جديد، وأن علينا أن نكون على أعلى درجات الجاهزية لمواجهته".
وأضاف الباز: "علمت أنه بادر برفض مقابلة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد قصف إسرائيل لمستشفى المعمداني، وكان من المقرر أن يلتقي به في مؤتمر صحفي بالأردن، فضلاً عن تحرك لحشد المساعدات وأمر بتوجيهها إلى غزة، وكانت الشاحنات المتجهة قرى ومحافظات مصر تقطع طريقها وتتجه إلى معبر رفح".
وتابع: "سمعته في قصر الاتحادية، خلال مؤتمر صحفي، وهو يعلن أن مصر لن تشارك في ظلم، ولن تقر بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، بالإضافة إلى رفضه عروضًا كثيرة وإغراءات أكثر كى تكون مصر أكثر مرونة، ولكن ما كان يقوله في الغرف المغلقة، هو نفسه ما كان يعلنه على الناس.
واختتم الباز منشوره قائلاً: "علمت أنه واجه ضغوطًا دولية وإقليمية، لم ينحنِ أمامها، ولم يخضع لها، وواصل تمسكه بموقف مصر الواضح والصريح، لكنَّه وعد بالحفاظ على أمننا القومي، ووعد بالتصدي لمخطط التهجير، ووعد بعدم تصفية القضية الفلسطينية، وصدق في كل ذلك.
وبعد عامين من الحرب على قطاع غزة، أعلنت حركة حماس، التوصل إلى اتفاق يقضي بـ إنهاء الحرب على غزة، وانسحاب الاحتلال منها ودخول المساعدات وتبادل الأسرى، حيث يعد نجحًا للدبلوماسية المصرية والتي فرضت كلمتها ووساطتها على مسرح الأحداث لإنهاء الحرب على القطاع وفقًا لجدول زمني محدد برعاية أمريكية تحت مسمى «خطة ترامب للسلام».
إنهاء الحرب على قطاع غزة
ودور مصر في وقف حرب غزة يعدّ محوريا في جهود استعادة السلام في المنطقة، خصوصًا بعدما وافقت مصر على خطة إنهاء الحرب التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي ثم عرضها على الوسطاء مصر في المقدمة ثم قطر وتركيا، حيث شهدت مدينة شرم الشيخ جلسات مفاوضات مكثفة برعاية مصرية، شاركت فيها وفود من الأطراف المعنية، لبحث الترتيبات النهائية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
مفاوضات شرم الشيخ
وشملت جهود الوساطة المصرية رعاية مفاوضات شرم الشيخ التي شارك فيها وفود من الأطراف المعنية، والعمل مع الوسطاء الآخرين مثل قطر وتركيا للوصول إلى اتفاق سلام، مناقشة ملفات محورية مثل قوائم الأسرى والمحتجزين وآلية الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وتنظيم دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الأساسية إلى غزة بشكل آمن ومنتظم، وأسفرت هذه الجهود عن توقيع إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطة السلام التي ترعاها الولايات المتحدة.
حيث تألقت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، باعتبارها أحد اللاعبين الأساسيين في محيط الصراع، يعمل خلف الكواليس لتثبيت وقف إطلاق النار، وتأمين المساعدات الإنسانية، وفتح أبواب الحوار بين الأطراف، مع السعي لبناء خطة لإعادة الإعمار.
الوساطة الدولية والموقف المصري الثابت
أعلن السيسي أنّه ينسّق مع شركاء دوليين من أوروبا والولايات المتحدة لدفع مسارات السلام ووقف الحرب في غزة، مع تركيز خاص على أهمية تبنّي هدنة دائمة تُبقِي على حدّ أدنى من استقرار الأوضاع الإنسانية.
مصر، تحت قيادته، كان لها دور محوري في مفاوضات وقف إطلاق النار، التي بدأت في يناير 2025، بدعم من قطر والولايات المتحدة، وقد رحب الرئيس بهذا الاتفاق الذي تهدّف إلى وقف النزيف وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.
تعزيز الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار
أكّد السيسي أن مصر تعمل على خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة، حيث شاركت جهات أمنية وحكومية عدة – منها وزارة الإسكان والجهات الهندسية – في إعداد الوثائق التنفيذية لهذه الخطة، والتي حظيت بدعم زعامات عربية في قمة استثنائية بالقاهرة.
مصر تسعى إلى فتح المعابر وتيسير دخول القوافل الإنسانية إلى القطاع، مع خضوع تلك الجهود لمعايير السرعة وعدم التعطيل، في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
التحذير من مخاطر التصعيد وتمسّك بالحل السياسي
شدد السيسي في عدة مناسبات على أن استمرار الحرب من دون تهدئة سيؤدي إلى آثار سلبية جمة ليس فقط على غزة، إنما على استقرار المنطقة بأسرها. وقد دعا الجهات الدولية ولا سيّما مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتها والعمل الجاد لإيقاف الصراع.
كما رفض أي اقتراحات قد تؤدّي إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكّدًا أن الشعب الفلسطيني يجب أن يبقى على أرضه، وأن أي حلول تشريعية أو سياسية يجب أن تحترم حقوقه وحقّه في العودة والاستقرار.
تحديات الطريق وآفاق المستقبل
رغم الجهود الكبيرة، لا تزال هناك تحديات جوهرية تعيق التوصل إلى حل دائم: وجود تباينات في المواقف الدولية، الخشية من عدم التزام الأطراف باتفاقيات وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
في هذا السياق، يبدو أن استراتيجية الرئيس السيسي ترتكز على ثلاث محاور: الوساطة الدبلوماسية – ضمان وصول المساعدات – إعادة الإعمار الشامل، مع الحفاظ على مبدأ الثوابت الوطنية والموقف الذي يحفظ كرامة الفلسطينيين.