دفاعًا ناريًا عن النبي محمد.. تعرف على وصية الراحل أحمد عمر هاشم

أعادت قناة DMC إذاعة آخر حوار تلفزيوني، للراحل فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مع الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، وجاء الحوار دفاعًا ناريًا عن النبي محمد ﷺ، وتأكيدًا على مكانته السامية التي لا تمسها ألسنة الحاقدين ولا أقلام الجاحدين.
دفاعًا ناريًا عن النبي محمد
وفي هذا الحوار، الذي بدا وكأنه وصية من العالم الجليل قبل رحيله، قال الدكتور أحمد عمر هاشم بصوته الهادئ وحجته القاطعة: "إن الذين تطاولوا على سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم، أقزام خلت قلوبهم من الأدب والقيم والأخلاق، وقد رموا أنفسهم في متاهات الضلالة، أما نحن، فإننا نغضب لرسولنا لا بالسباب ولا بالرد على السفاهة بمثلها، ولكن ببيان منزلته وقدره الشريف، وشرح شمائله التي تملأ القلوب حبًا وإجلالًا".
وأضاف: "نبينا عليه الصلاة والسلام قال: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع، وقد قال الإمام النووي إن هذا البلاغ لم يكن فخرًا، وإنما تكليف من الله ليُعرّف الأمة بقدره حتى يُعظّموه ويوقّروه".
وقال الدكتور أحمد عمر هاشم: "من أراد أن يدافع عن النبي ﷺ فليكن لسانه عطرًا، وحجته راقية، وأفعاله على نهجه وسنته، فهكذا تكون الغيرة على خير خلق الله، لا بالصخب ولا بالشتائم، بل بالتأسي والتعظيم ونشر نوره في القلوب والعقول.
واعظة: تعلمت من الدكتور أحمد عمر هاشم أن الأخلاق هي أساس الدعوة وأن العالم يترفع عن الجدال
قالت الدكتورة وفاء عبد السلام، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم – رحمه الله – كان له فضل كبير عليها بعد الله سبحانه وتعالى في طريق التعلم والسير إلى الله، مؤكدة أنه كان قدوة في العلم والتواضع والخلق الرفيع، وأنه من العلماء الذين تركوا بصمة لا تُمحى في نفوس تلاميذهم ومحبيهم، وأنها تعتبره أبا روحيا ومعلما عظيما، تعلمت منه أن الأخلاق هي أساس الدعوة وأن العالم الحقيقي هو من يترفع عن الصغائر والجدال العقيم.
خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، قالت إن الدكتور أحمد عمر هاشم كان من أكثر العلماء اهتمامًا بالمرأة وتكريمها، وقد ألّف كتابًا بعنوان المرأة في الإسلام تناول فيه مكانتها وحقوقها بتوازن وعمق، كما كان دائم الحديث عن دورها في بناء الأسرة والمجتمع.
وأضافت أنها شهدت مواقف كثيرة تعلمت منها دروسًا في الأدب والتربية، منها نصيحته لها بألا تنزلق إلى الجدل أو ترد على من يسيء، قائلاً لها: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا.. أوعي تنزلي للمستنقع، نحن نترفع ونطفو على ما دون القيم".
وأكدت الدكتورة وفاء أن الدكتور أحمد عمر هاشم كان يمنح الثقة لتلاميذه، ويدعم المرأة الداعية لتشارك في الندوات والمحاضرات، موضحة أنه كان يصطحبها بنفسه في بعض البرامج واللقاءات ليتيح لها فرصة الظهور والحديث، وكان يوجهها دائمًا إلى أهمية الأخلاق في الخطاب الدعوي.