سنن يوم الجمعة.. 6 أمور لا يفوتك ثوابها في خير أيام الأسبوع

مع دخول يوم الجمعة العاشر من أكتوبر 2025، يكثر البحث عن أمور يستحب فعلها يوم الجمعة، خاصة وأن سنن يوم الجمعة من الأمور الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
سنن يوم الجمعة
يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين؛ كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في "مسند أحمد"، وهو أفضل أيام الأسبوع، خصَّه الله تعالى بعدة خصائص لمزيد فضله ولبيان مكانته؛ فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الصَّلَاةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ» رواه مسلم.
جاء في سنن يوم الجمعة المستحبة جملة من الأمور التي يستحب ويسن للمسلم المواظبة عليها منها:
1- قراءة سورة الكهف: يُستحب قراءة سورة الكهف، لما ورد في الحديث: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين».
2- الإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجمعة يومٌ تُرفع فيه الأعمال، ويُستحب فيه الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، كما قال: «أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليّ».
3- الاغتسال والتطيب وارتداء أجمل الثياب: أول ما يُسنّ فعله صباح الجمعة هو الاغتسال، كما ورد في الحديث: “غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم” (متفق عليه)، والمقصود هنا تأكيد الاستحباب لا الإلزام.
كذلك يُستحب التطيّب ولبس أنظف وأجمل الملابس، تأسيًا بما فعله النبي ﷺ، فقد ورد عنه: “من اغتسل يوم الجمعة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرّب بدنة…”، في إشارة إلى فضل التهيئة الكاملة لهذا اليوم المبارك.
4- التبكير إلى المسجد: من السنن المهجورة عند كثيرين: الذهاب مبكرًا لصلاة الجمعة. فكلما بادر المسلم إلى المسجد، نال أجرًا أعظم. فقد كان السلف يعدّون كل ساعة قبل الصلاة بمثابة قربان مختلف القيمة.
5- تحري ساعة الاستجابة: من أعظم خصائص هذا اليوم: وجود “ساعة استجابة”، وهي لحظة لا يصادفها عبد مؤمن يسأل الله إلا استجاب له. ورجّح كثير من العلماء أنها في الساعة الأخيرة من يوم الجمعة، أي قبل المغرب.
6- الإنصات التام للخطبة والسكينة في المسجد: من آداب الجمعة التي كثيرًا ما تُغفل: الاستماع الكامل للخطبة دون انشغال أو حديث، فقد قال النبي ﷺ: “إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت.” (متفق عليه)
حكم ترك صلاة الجمعة كسلا
وفي جواب سائل يقول: ما حكم تَرك صلاة الجُمعة والتكاسل عن أدائها؟، بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الله عز وجَلَّ فَرَض الجُمعة على كُلِّ مُسلمٍ، بالغٍ، عاقلٍ، ذَكَرٍ، مُقيمٍ، صحيحٍ غيرَ مريض؛ فعَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «على كُلِّ مُحتَلِمٍ رَوَاحُ الجُمُعةِ» [أخرجه أبو داود]، وعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ». [أخرجه أبو داود]
وقد أجمَع المسلمون على فرضية صلاة الجُمعة وحرمة التخلف عنها؛ عملًا بقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. [الجمعة: 9]
فيحرُم ترك الجُمعة -دون عُذرٍ مُعتَبر- على من وَجَبَت عليه، وقد وَرَد النهي عن تركها، وترتيب الوعيد الشديد على ذلك؛ فعَنْ عَبْدَ اللهِ بْن عُمَرَ، وَأَبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [أخرجه مسلم]، وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ سَيِّدنا رَسُولِ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ». [أخرجه النسائي]