عاجل

شاهد.. آخر صورة لقناع توت عنخ آمون بمتحف التحرير قبل نقله للكبير

آخر صورة لقناع الملك
آخر صورة لقناع الملك توت عنخ آمون في متحف التحرير

التقطت عدسة نيوز رووم صورة لقناع الملك توت عنخ آمون الذهبي في قاعته بالمتحف المصري بالتحرير، حيث ظل معروضًا في المتحف ما يقرب من 122 عامًا باستثناء فترات لا تذكر أثناء سفره لمعرض مؤقت، أو دخوله معامل الترميم. 

وظل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون معروضًا في قاعته طوال تلك الأعوام كأيقونة، يسعى العالم كله بلا استثناء لرؤيته، حيث تعتبر زيارة القناع من أسس جولة المتحف المصري في التحرير.

وبعد هذه الأعوام يودع القناع المتحف المصري في التحرير، متوجهًا صوب قبلته الأخيرة، ومكان عرضه الدائم، في قاعته الكبرى، بالمتحف المصري الكبير، حيث سيتم إغلاق قاعة القناع في متحف التحرير يوم 20 أكتوبر، لتبدأ إجراءات نقله إلى المتحف الكبير، حيث سيتم عرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون والبالغ عددها 5398 قطعة أثرية في مكان واحد لأول مرة في التاريخ، حيث كانت تلك القطع موزعة بين عدة متاحف في مصر، أكبر كم معروض منها كان في متحف التحرير، وبعضها كان في المتحف الحربي، وبعضها كان في متحف قصر العيني، وبعضها في متحف الأقصر، وبعضها كان في المخازن. 

رحيل القناع من متحف التحرير، حتى الآن بلا سيناريو ولا توقيت معلن، وقد يكون هذا كما رجحت العديد من المصادر حفاظًا على القناع من التعرض لأي مخاطر، حيث سيتم فتح فاترينة القناع تحت إجراءات خاصة ومن خلال لجنة فتح معينة، ثم نقله بأحدث الوسائل إلى المتحف الكبير ليودع في معامل الترميم، ثم يوضع في فاترينة العرض قبل افتتاح المتحف الكبير يوم 1 نوفمبر، كآخر قطعة أثرية يتم وضعها في فاترينتها الخاصة ليتم وضع شريط الافتتاح على باب القاعة، وهو الشريط الذي سيقوم بقصه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبحضور رؤساء وملوك وأمراء دول العالم. 

قناع توت عنخ آمون 

يُعد من أبرز الكنوز التي خلفها قدماء المصريين، وهو رمز عالمي يجسد براعة الصياغة والفن في مصر القديمة، صُنع القناع من صفائح ذهبية دقيقة مثبّتة على هيكلين من معادن مختلفة، ويبلغ ارتفاعه نحو 54 سم، ويزن حوالي 10.2 كيلوجرام.

زُيّن القناع بأحجار شبه كريمة مثل اللازورد والتركواز والكارنيلان، بينما صُنعت العينان من الأوبسيديان والكوارتز، وعلى الكتفين نُقش تعويذة من كتاب الموتى تهدف إلى حماية الملك في العالم الآخر.

اكتُشف القناع داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون في وادي الملوك على يد عالم الآثار هوارد كارتر بين عامي 1922 و1925، وكان موضوعًا مباشرة على مومياء الملك داخل التابوت الداخلي المصنوع من الذهب الخالص. 

وقد شكّل هذا الاكتشاف حدثًا استثنائيًا في تاريخ علم الآثار، إذ أتاح فهماً أعمق لعادات الدفن والطقوس الملكية في عهد الأسرة الثامنة عشرة، ولفت أنظار العالم إلى عظمة التراث المصري القديم.

كشفت الفحوص العلمية الحديثة بالأشعة والتحليل المعدني أن القناع مكوّن من طبقتين من الذهب بدرجات نقاء متفاوتة، مما يدل على مهارة مذهلة في تقنيات الصياغة لدى حرفيي قدماء المصريين. 

أما ملامح الوجه الهادئة والعينان الواسعتان والابتسامة الرقيقة فتعكس مثالية الملك بوصفه كائناً إلهياً، وتخدم غرضاً دينياً يرتبط بإحياء الروح بعد الموت وفق العقيدة المصرية القديمة.

وقد أثارت دراسات حديثة نقاشاً بين الباحثين حول ما إذا كان القناع قد صُنع خصيصاً للملك توت عنخ آمون أم أُعيد استخدامه من قطعة أقدم أُعدّت لأحد أفراد العائلة الملكية، ربما لملكة أو أميرة من ذات السلالة. 

ومع بقاء هذه الفرضية غير محسومة، فإن القناع يظل تحفة فنية لا مثيل لها تجمع بين الجمال والرمزية الدينية.

تم نسخ الرابط