محمد فؤاد: علاقة مصر بصندوق النقد الدولي "توكسيك".. وزيادات البنزين لم تتوقف
أكد الدكتور محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي وعضو المكتب السياسي بحزب العدل، وعضو لجنة الاقتصاد الكلي الاستشارية بمجلس الوزراء، أن العلاقة بين مصر وصندوق النقد الدولي أصبحت "توكسيك"،مشيرا إلى أن الصندوق لا يهدف بالأساس إلى دعم التنمية، بل إلى ضبط أرقام الاقتصادات التي تعاني من خلل هيكلي.
"العلاقة مع الصندوق ليست شراكة متوازنة"
وخلال لقائه ببرنامج «السياسة أسرار» الذي تقدمه الإعلامية هند مختار على شاشة قناة «هي»، أوضح محمد فؤاد أن علاقة مصر بالصندوق تحتاج إلى إعادة تقييم شاملة، معتبرًا أن الاعتماد المفرط على القروض لم يعد مجديًا، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي وتراجع الاستثمارات الأجنبية في الأسواق الناشئة.
وقال محمد فؤاد إن الصندوق يسعى بشكل رئيسي إلى فرض انضباط مالي على الدول المقترضة عبر إجراءات تقشفية تؤثر في حياة المواطنين، مشددًا على أن الإصلاح الحقيقي لا يتحقق بالمسكنات، بل بالتحول الهيكلي العميق داخل بنية الاقتصاد المصري.
زيادات البنزين لم تتوقف بعد
وفيما يتعلق بملف الطاقة، أكد الخبير الاقتصادي محمد فؤاد أن الحكومة ستتجه إلى رفع أسعار الكهرباء والبنزين خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن الزيادة الأخيرة في أسعار البنزين لن تكون الأخيرة.
وأضاف: "أقولها بوضوح: الزيادة القادمة حتمية، لأن هناك ثلاثة متغيرات تتحكم في تسعير البنزين، وهي سعر خام برنت عالميًا، وسعر صرف الدولار، وحجم الإنتاج المحلي الذي يشهد تراجعًا مستمرًا، ما يعني اعتمادًا أكبر على الاستيراد".
الطاقة.. الملف الأخطر
واعتبر محمد فؤاد أن ملف الطاقة هو الأخطر في الوقت الراهن، داعيًا إلى إعادة النظر في آليات إدارة هذا القطاع الحيوي الذي ينعكس تأثيره المباشر على الصناعة والزراعة والنقل ومستوى المعيشة بشكل عام.
وأكد أن أكبر إصلاح سياسي تحتاجه مصر اليوم هو تطبيق إصلاحات هيكلية حقيقية وتخارج الدولة من بعض الأنشطة الاقتصادية، إلى جانب تعبئة الموارد بصورة أكثر كفاءة وعدالة.
تأييد للإصلاحات الضريبية
وفي سياق آخر، أشاد عضو المكتب السياسي لحزب العدل بالجهود الحكومية المبذولة في ملف الضرائب، مؤكدًا أنه يدعم بشدة الإصلاحات الضريبية الجديدة الهادفة إلى دمج القطاع غير الرسمي ضمن المنظومة الرسمية، لما لذلك من أثر إيجابي على الإيرادات العامة وتحقيق العدالة الضريبية.
تنسيق مطلوب بين الحكومة والبرلمان
واختتم فؤاد حديثه بالتأكيد على همية التنسيق بين الحكومة والبرلمان خلال المرحلة المقبلة في إعداد الأجندة التشريعية الاقتصادية، مشيدًا بما وصفه بـ"السردية الوطنية" التي طرحتها وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، والتي تهدف إلى توحيد الرؤية التنموية بين مؤسسات الدولة.
