مستقبل الاستثمار السياحي والعقاري في مصر.. تكامل مستدام نحو رؤية 2030
مستقبل الاستثمار السياحي والعقاري في مصر.. تكامل مستدام نحو رؤية 2030

نظمت منصة "إنفستجيت" النسخة الـ26 من مائدتها المستديرة، تحت عنوان "من التراث إلى الآفاق – دمج فرص الاستثمار في العقارات والسياحة"، بمشاركة نخبة من كبار المسؤولين التنفيذيين وممثلي الحكومة والمطورين العقاريين، لمناقشة سبل التكامل بين القطاعين السياحي والعقاري لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030.
نخطط لمدن بهوية عمرانية مميزة
أكد الدكتور عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان، أن الوزارة تراعي الخصوصية العمرانية لكل مدينة جديدة، مثل أسوان الجديدة، المنصورة الجديدة، والعلمين الجديدة، مشيرًا إلى أن مدينة العلمين تم تصميمها لتكون وجهة سياحية محلية وعالمية رغم اختلاف طابعها المعماري عن الهوية المصرية التقليدية.
وأوضح أن التعاون بين وزارتي الإسكان والسياحة يشمل تطوير مناطق متنوعة مثل سيوة، منطقة الأهرامات، القاهرة التاريخية، والبحر الأحمر، مؤكدًا أن المكون السياحي يؤثر بشكل مباشر على التكوين العمراني ويجب احترام خصوصية كل منطقة.
أوراسكوم تضخ 750 مليون جنيه إضافية في تطوير الأهرامات
أعلن عمرو جزارين، رئيس مجلس إدارة شركة "أوراسكوم بيراميدز"، عن خطة لضخ 750 مليون جنيه استثمارات جديدة لتطوير منطقة الأهرامات خلال السنوات الثلاث المقبلة، تضاف إلى 1.2 مليار جنيه استثمرتها الشركة بالفعل.
وأشار إلى أن الاستثمارات ستركز على تحسين الخدمات السياحية، متوقعًا أن يرتفع عدد الزوار إلى 4 ملايين بنهاية العام الجاري، 60% منهم من السائحين الأجانب، مؤكدًا أن "تحسين جودة تجربة الزيارة هو الأساس في المرحلة الحالية".
كل إيرادات الأهرامات للدولة
شدد عمرو حزارين، رئيس شركة أوراسكوم بيراميدز، على أن جميع إيرادات منطقة الأهرامات تؤول للدولة بالكامل، وأن الشركة تدير فقط عمليات التطوير والتشغيل وتحسين الخدمات.
وأشار إلى أن عدد الزوار الأجانب لا يزال محدودًا، ولا يتجاوز 700 ألف سنويًا، معتبرًا أن الرقم "مخجل"، ومشددًا على ضرورة تحسين جودة الزيارة لرفع إنفاق السائح وزيادة المدة المقضاة في القاهرة إلى ليلتين بدلًا من ليلة واحدة.
نعيد إحياء القاهرة التاريخية على مساحة 850 فدانًا
كشف المهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، عن أن الصندوق يعمل على تطوير 850 فدانًا في قلب القاهرة التاريخية، تضم مناطق خربة وأثرية يتم إعادة إحيائها تدريجيًا للحفاظ على حركة المدينة.
وأوضح أن الصندوق بدأ شراء العقارات من الملاك لتطويرها بأسعار عادلة، رغم التعقيدات مثل تعدد الورثة، مؤكدًا أن الهدف هو خلق تجربة ثقافية وسياحية متميزة دون تهجير السكان، مع اقتراح نماذج سكن بديلة وتحقيق عائد مادي لهم من تأجير وحداتهم.
وأشار إلى وجود لجنة خاصة بالصندوق لإصدار التراخيص للمستثمرين في أقل من 10 أيام، وتشجيع الاستثمار في القاهرة التاريخية ومناطق مثل حلايب وشلاتين، مع مراعاة الطابع الثقافي والبيئي لكل منطقة.
لسنا بحاجة لمدن ترفيهية
أكد أيمن ممدوح عباس، رئيس شركة "إنتو هولدنج"، أن مصر تملك شواطئ رملية فريدة وثقافة متنوعة وآثار نادرة، تجعلها مؤهلة لجذب ملايين السياح دون الحاجة لبناء مدن ترفيهية جديدة.
وشدد على أن الحل يكمن في بناء خطط فعالة لإدارة الثروة السياحية، وتوفير حياة مستدامة على مدار العام في مناطق مثل الساحل الشمالي بدلًا من موسمية النشاط السياحي. كما دعا إلى تحفيز المطورين العقاريين بتسهيلات تمويلية، مشيرًا إلى أن المغرب تقدم نموذجًا ناجحًا بدعم 50% من تكلفة المشروع السياحي عند إنجازه في 4 سنوات.
السياحة العلاجية كنز غير مستغل
لفتت مها عبد الرازق، الرئيس التنفيذي لشركة "مصر لإدارة الأصول العقارية"، إلى أن نسبة النساء العاملات في القطاع العقاري لا تتعدى 3% عالميًا، مؤكدة ضرورة تمكين المرأة في هذا القطاع الواعد.
وأشارت إلى إمكانات السياحة العلاجية في مناطق مثل المنيا والأقصر، إلى جانب فرص الاستثمار في منتجات التجميل والقطن المصري، داعية إلى تسويق أفضل للأماكن السياحية واستغلالها داخليًا لتقليل سفر المصريين للعلاج بالخارج.
وائل الورداني: نحتاج 500 ألف غرفة فندقية لاستيعاب 30 مليون سائح بحلول 2030
أكد د. وائل الورداني، الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة "فانتدج للتنمية العمرانية"، أن تحقيق هدف استقبال 30 مليون سائح سنويًا بحلول 2030 يتطلب مضاعفة عدد الغرف الفندقية إلى 500 ألف غرفة.
وشدد على أن القطاع الخاص قادر على تنفيذ مشروعات سياحية متكاملة إذا توفرت آليات تمويل مرنة، مشيرًا إلى أن الابتكار في التصميم ونماذج الإدارة يمكن أن يحقق عوائد تتراوح بين 14% و18% سنويًا.
وسلط الضوء على مشروع الشركة "M Signature" كمثال على الجمع بين الوحدات السكنية الفندقية والخدمات العالمية، مؤكدًا التزام الشركة بمعايير الاستدامة والجودة والابتكار.