البرديسي يحلل خطاب السيسي: ثوابت مصرية راسخة وتوازن استراتيجي لإنهاء حرب غزة

أكد طارق البرديسي، الخبير في العلاقات الدولية، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي كان "جامعاً مانعاً" ويعكس "لسان حال الدولة المصرية" قيادة وحكومة وشعباً، وذلك في ظل التطورات الأخيرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ثوابت وطنية وإرادة مستقرة
أوضح البرديسي خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز أن رسائل الرئيس السيسي اليوم أكدت على ثوابت وطنية راسخة للدولة المصرية، أبرزها، التمسك برفض فكرة التهجير، وأن لولا مصر "لنجح هذا المخطط"، عدم تحرك القوات المصرية خارج حدودها الجغرافية إلا "لدواعي الأمن القومي المصري فقط".
ونوه البرديسي إلى هذا "التماهي ما بين الشعب والمؤسسات والدولة"، مؤكداً أن لا أحد يستطيع أن يمس هذه "الإرادة الوطنية المستقلة المصرية".
ذكاء السيسي: تقدير الدور الأمريكي لمنع التعطيل
وأشار البرديسي إلى أن الرئيس السيسي أظهر ذكاءً في الطرح عبر الإشادة بـ "إرادة دونالد ترامب" وقدرته على إنهاء الصراع، رغم تمسك مصر بثوابتها.
وأضاف البرديسي أن هذه التصريحات تُقرأ في ضوء قوة الدولة المصرية، وتشجيع الرئيس السيسي للرئيس الأمريكي على "ممارسة إرادته الأمريكية" والضغط على بنيامين نتنياهو لضمان نجاح الخطة.
وتابع البرديسي أن الإشادة بقدرة ترامب تعود إلى أنه "ضغط على بنيامين نتنياهو في يناير الفائت وامتثل"، وأنه يستطيع أن يفعل ذلك مرة أخرى "وأن يمنع نتنياهو من أن يضع العصي في عجلات هذه الخطة"، لأن هذه التسويه هي التي تحقق الاستقرار للجميع.
دعوة ترامب: بشائر تقترب من حل الدولتين
ولفت البرديسي إلى أن ربط الرؤية المصرية الثابتة برفض التهجير والحق الفلسطيني في تقرير المصير، مع تشجيع الإرادة الأمريكية، يمثل "توطئة وتمهيد ومقدمة منطقية لخطوات تالية" تفضي إلى "حل الدولتين وإعلان الدولة الفلسطينية".
وأكد الخبير في العلاقات الدولية أن دعوة الرئيس السيسي لنظيره الأمريكي للمشاركة في توقيع الاتفاق في شرم الشيخ، حال التوصل إليه، هي "بشائر وإرهاصات" مشجعة لنجاح الاتفاق ووقف إطلاق النار ووقف المجازر.
الدبلوماسية المتوازنة: استقلال وعدم خصام
وأوضح الخبير في العلاقات الدولية أن الدبلوماسية المصرية المتوازنة تبدت في خطاب الرئيس اليوم من خلال التوازن بين:
الحرص على الثوابت الوطنية واستقلالية القرار الوطني الاستراتيجي المصري (مثل رفض التهجير ورفض المقايضة على الملفات).
الحرص على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي رعت اتفاقية السلام.
وأشار إلى أن مصر "ليست في خصام" مع الولايات المتحدة عندما ترفض التهجير، و"ليست تابعة" لها، بل لها استقلالها وإرادتها الصلبة القوية، وهي "ركيزة الاستقرار" و"داعية السلام والتحضر".