حل الدولتين يتصدر المشهد.. "الكشكي" يشيد بثبات الموقف المصري وتأثيره العالمي

أكد جمال الكشكي، رئيس تحرير جريدة الأهرام العربي، أن حل الدولتين سيمثل "خطوة كبيرة جدًا في وقف نزيف" مستمر منذ ما يقرب من 80 عامًا، وذلك في حال التوصل إلى الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه حاليًا في شرم الشيخ، موضحا أن هذه القضية هي "القضية المركزية والمهمة" للدولة المصرية عبر التاريخ.
ثبات الموقف المصري غير الرؤية العالمية
وأشار الكشكي خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز إلى ثبات الموقف المصري منذ السابع من أكتوبر 2023 على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشددًا على أن الرسائل كانت “ثابتة وواضحة وراسخة وقوية تليق بمصر الدولة”.
ونوه الكشكي إلى الثوابت التي أعلنها الرئيس السيسي منذ اليوم التالي لـ "طوفان الأقصى"، وهي: "لا لتصفية القضية الفلسطينية ولا للتهجير"، مشيرا إلى أن هذا الموقف المصري "الثابت على مر التاريخ"، والذي وصفه بأنه "عصي على الكسر أو التغيير"، نجح في "تغيير الرؤية العامة في العالم" و"المزاج العام"، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
تحصين لخرائط الإقليم
وأضاف الكشكي أنه لولا رفع مصر لتلك الثوابت الثلاثة منذ اليوم التالي للعملية، لكانت الصورة الحالية "اختلفت تمامًا"، كون مصر تقف أمام "مشروع توسعي وأطماع توسعية ثابتة على مر التاريخ"، في إشارة إلى مشروع "من النيل إلى الفرات".
وأكد الكشكي أن مصر لا تفكر في مصلحتها فقط، بل هي "عمود الخيمة"، ورؤيتها وثباتها كان بمثابة "تحصين لخرائط عديدة في الإقليم"، لأن الأمن القومي المصري هو الأمن القومي للمنطقة وللشرق الأوسط.
وتابع رئيس تحرير الأهرام العربي أن الرسالة المصرية التقطها الأشقاء العرب بكل قوة ودعم، وانتقلت خارج الحدود العربية إلى العالم، واستدل على ذلك بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، التي تلتها بـ 48 ساعة قراره بالاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما كان له تداعيات على باقي الدول الأوروبية.
دعوة ترامب: استراتيجية لوقف الحرب
وفيما يتعلق بدعوة الرئيس السيسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور توقيع الاتفاق حال إتمامه، أوضح الكشكي أنها "دعوة استراتيجية" نابعة من إدراك مصر لوجود "إرادة أمريكية قوية لإنهاء هذه الحرب".
وأشار إلى أن الرئيس السيسي يعلم جيدًا أن مفاتيح وقف إطلاق النار لدى إسرائيل هي في البيت الأبيض، مشيرا إلى أن الدعوة جاءت لوضع ترامب في موضع الشريك والمسؤول الكبير في تحقيق نجاح المفاوضات ووقف الحرب، وهي دعوة "للالتزام بالوعد الأمريكي" بتحقيق السلام في المنطقة.
حماس والمصالح العليا
وفيما يخص بقاء حماس السياسي في ظل خطة ترامب، شدد الكشكي على أن الفرصة الحالية "نادرة"، وعلى حماس أن تتعامل معها بواقعية وعملية، داعيًا إلى تحقيق "أكبر قدر ممكن من المكاسب" والسمو على المصالح الشخصية من أجل الوطن.
وأكد في جملة كاشفة أن "فلسطين أهم من كل المصالح الشخصية ومن كل الفصائل"، وأن "الدول أهم من الجماعات والحركات"، وأن حماس يجب أن تستثمر هذه الفرصة ولا تضيعها.