عاجل

القصة الكاملة لأزمة كيشو مع اتحاد المصارعة.. من بطل أولمبي إلى التجنيس

كيشو
كيشو

أثارت القصة الكاملة لأزمة كيشو مع اتحاد المصارعة جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية المصرية والعربية، بعدما أعلن البطل الأولمبي محمد إبراهيم كيشو قراره الصادم بالانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتمثيلها رياضيًا بدلًا من منتخب مصر، في خطوة اعتبرها كثيرون صرخة احتجاج ضد تجاهل الأبطال لا خيانة للوطن.

ويُعد كيشو واحدًا من أبرز أبطال المصارعة في تاريخ مصر الحديث، إذ توّج ببرونزية أولمبياد طوكيو 2020، إلى جانب خمسة ألقاب عالمية وثلاثة عشر لقبًا إفريقيًا، لكن طريق المجد الذي بدأ في صالات التدريب انتهى مؤخرًا بصراعٍ مريرٍ مع اتحاد المصارعة المصري.

شرارة الخلاف.. “أنا بطل أولمبي وراتبي 1500 جنيه”

بدأت أزمة كيشو مع اتحاد المصارعة قبل نحو عامين، عندما خرج اللاعب بتصريحات كشف فيها عن معاناته المادية والإدارية، مؤكدًا أن راتبه الشهري لا يتجاوز 1500 جنيه رغم إنجازاته الدولية، وأنه لم يحصل فعليًا على قيمة عقد الرعاية الذي أُعلن عنه في 2019، بل تم استخدامه فقط في مصاريف السفر والمعسكرات.

وقال كيشو في تصريحات تلفزيونية لقناة الأهلي: “طلبت الإعداد بشكل جيد قبل البطولات الكبرى، لكنني فوجئت بعدم السماح لي بالتدريب في المركز الأولمبي، ورغم أنني بقيت في جامعتي 10 سنوات لدعم الرياضة، إلا أنني لم أجد أي اهتمام من الاتحاد.”

وأكد البطل الأولمبي أن مشكلته ليست مع مصر كدولة، بل مع الإدارة الرياضية التي وصفها بـ"العقبة الحقيقية أمام تطور الأبطال"، مشيرًا إلى أنه اتخذ قراره بعد شعوره بالظلم والإهمال المتكرر من الاتحاد.

“هلعب باسم أمريكا”.. القرار الذي فجّر الغضب

تفاقمت أزمة كيشو مع اتحاد المصارعة بعد ظهوره مع الإعلامي أحمد شوبير عبر قناة الأهلي، حيث وجه له سؤالًا مباشرًا حول نيته اللعب باسم دولة أخرى، ليأتي الرد صادمًا: “أنا موجود في أمريكا وبدأت إجراءات التجنيس، ومش مستعد أسمع أي كلام من أي حد، وأيوه، هلعب باسم أمريكا.”

وأضاف كيشو: “حتى لو هلعب بعد 20 سنة، هلعب باسم أمريكا علشان اتظلمت كتير، ومش مستعد أعيش نفس التجربة تاني.”
تصريحاته أثارت حالة من الغضب والانقسام بين الجماهير، فالبعض تفهم موقفه الإنساني، فيما رآه آخرون مساسًا بالانتماء الوطني، خصوصًا أنه بطل رفع علم مصر في مناسبات عالمية.

اتحاد المصارعة يرد: “لن يمثل أمريكا قبل 3 سنوات”

في أول رد رسمي على أزمة كيشو مع اتحاد المصارعة، صرّح رئيس الاتحاد المصري سعيد صلاح بأن اللاعب لن يتمكن من تمثيل الولايات المتحدة قبل مرور ثلاث سنوات كاملة وفق لوائح الاتحاد الدولي، مؤكدًا: “لن نمنح كيشو أي موافقة رسمية، واللوائح واضحة وصارمة، ومن يغير جنسيته الرياضية ينتظر ثلاث سنوات.”

وأضاف صلاح أن الاتحاد المصري حريص على حماية حقوق لاعبيه، وأن الباب لا يزال مفتوحًا أمام كيشو للعودة والتراجع عن قراره، مشيرًا إلى أن الاتحاد لن يقف ضد مستقبل أي لاعب شريطة احترام النظام والقوانين الدولية.

بين التجنيس والأمل في العودة

رغم ظهوره في تدريبات المنتخب الأمريكي استعدادًا لأولمبياد لوس أنجلوس 2028، لم يُغلق كيشو الباب تمامًا أمام العودة، إذ قال في آخر تصريحاته: “لا أنكر فضل بلدي، ومستعد أتراجع عن التجنيس بشرط تلبية مطالبي الأساسية في الدعم والإعداد.”

وهكذا تبقى القصة الكاملة لأزمة كيشو مع اتحاد المصارعة شاهدة على صدامٍ متكرر بين طموح الأبطال وواقع الرياضة المصرية، بين من يرى في قراره خيانة، ومن يعتبره صرخة ألم لبطلٍ شعر أن إنجازاته لم تجد التقدير الكافي في وطنه.

تم نسخ الرابط