عاجل

هل ينزلق لبنان إلى حرب أهلية بسبب سلاح حزب الله؟

الجيش اللبناني
الجيش اللبناني

بعد مرور شهر من بدء الجيش اللبناني تنفيذ خطة الحكومة برئاسة نواف سلام لحصر السلاح بيد الدولة فقط، هل يتم جر لبنان إلى حرب أهلية؟ وخاصة بعد رفض حزب الله تسليم السلاح واعتبار التوقيت والطريقة غير مناسبين، بسبب اعتباره حاجز الردع الأخير ضد هجمات قوات الاحتلال، وخاصة بعد تفاقم الأمر بسبب غارات يوم الاثنين على بعض مواقع الحزب العسكرية.

موقف الحكومة اللبنانية

من جانب الحكومة اللبنانية، كانت قد قررت التكتم على مداولات نزع السلاح المقامة في شرم الشيخ، واكتفى وزير الخارجية يوسف رجي بوصفها بالممتازة، فيما تم تعليق العمل بجمعية "رسالات" في محاولة لاحتواء تداعيات مخالفة إضاءة صخرة الروشة بصورتي الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، الأسبوع الماضي.

ويأتي ذلك من تفاؤل الجانب اللبناني بخصوص المباحثات، وترى الحكومة اللبنانية أنها قادرة على الوصول إلى الهدف من القمة، لذلك لم يتم التعليق من جانبها على ما يحدث حتى لا تعرقل سير المباحثات.

وقد صرح الكاتب والمحلل السياسي جورج عاقوري أنه لا مفر من تسليم سلاح حزب الله للحكومة اللبنانية وتنفيذ قرارها لعودة الجيش اللبناني، مؤكداً على جدية الجيش والدولة في تنفيذ خطتها وبسط سيطرتها واحتكار السلاح، لأن هذا لا يكفي بسبب تعنت الحزب في تسليم السلاح بل ويفتخر بأنه استعاد عافيته.

ويرى عاقوري أن ما يقوم به حزب الله قد يكون ذريعة لإسرائيل لجلب الخراب على لبنان، مضيفاً أن عمليًا سلاح حزب الله قد أصبح من الماضي لأنه لا أفق له، فهو يريد أن يبقى جنوب الليطاني، أي أن يبقى بداخل لبنان فقط، وهذا مرفوض تمامًا، وأن السلاح يجعل الحزب ولبنان أكثر عرضة للهجمات، وأصبح يهدد أمن وسلامة الدولة.

أما صلاح سلام رئيس تحرير صحيفة اللواء فيرى أن الجيش اللبناني حقق أهدافاً أولية جيدة، وأن نزع سلاح الحزب مرهون بـاتفاقات إقليمية ودولية مثل اتفاق الطائف واتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

بينما المحلل السياسي حبيب فياض والعميد إلياس حنا  الخبير عسكري يشددان على أن المشكلة هي بالأساس سياسية وليست عسكرية، خاصة شمال الليطاني، ويرونا أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد، وقد يساعد الجيش في الحصول على دعم أمريكي.

الجهود الإقليمية في مفاوضات شرم الشيخ

ويبذل الوسطاء الساعون لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة جهوداً لتوسيع الضمانات بين الأطراف المعنية لـ"سد الفجوات" التي لا تزال تعرقل الوصول إلى اتفاق سلام، وتواصلت المفاوضات غير المباشرة في اليوم الثاني بين وفدي حركة "حماس" وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ.

وكان وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي قد كشف عن تحركات لاعتماد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمجلس الأمن، ونشر قوات دولية في قطاع غزة، وإنشاء آلية أممية للانسحاب الإسرائيلي الكامل.

ضمانات خطة ترامب

تتركز اللقاءات على وضع آليات وتفاصيل تطبيق المرحلة الأولى من خطة ترامب، التي تشمل ثلاثة محاور رئيسية أولها تحديد آليات الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ثم بحث ترتيبات التهدئة والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ثم ضمان تدفق المساعدات الإنسانية الكافية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع.

وكان موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي قد ذكر أن نتنياهو طلب من الوفد الإسرائيلي المفاوض عدم السماح لحماس بالخروج عن خطة ترامب بشأن وقف الحرب في غزة، أو الخريطة المرفقة بها، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي سيستأنف عملياته القتالية في قطاع غزة في حال عدم تحقيق أي تقدم خلال أيام قليلة.

تباين أراء بشأن مباحثات شرم الشيخ

ومن المقرر وصول الوفد الأمريكي برئاسة المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي سينضم، اليوم الأربعاء، إلى المباحثات المقامة بمدينة شرم الشيخ لأستكمال القمة، لذلك فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة لجهة نجاح المباحثات من عدمه، لكن منسوب التفاؤل مرتفع نسبيًا مقارنة بجولات سابقة.

تم نسخ الرابط