اللهم اكفني بحلالك عن حرامك.. أدعية لسداد الديون رددها الآن

في زحمة الحياة وتقلباتها، كثيرًا ما تثقل الديون كاهل الإنسان، وتضيق عليه السبل، فيبحث عن مخرج يعيد لقلبه الطمأنينة ولروحه السكينة. وفي تلك اللحظات التي يعجز فيها العقل عن الحيلة، ويُغلق أمامه باب الرزق، يبقى باب السماء مفتوحًا لا يُغلق أبدًا.
أدعية جامعة
وقد علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أدعيةً جامعةً مباركةً تُنير درب المكروبين، وتفتح أبواب الأمل لمن أثقلته الهموم والديون، فيجد فيها برد الطمأنينة بعد لهفة القلق، وراحة القلب بعد طول العناء
وقد وردت في السنة النبوية الشريفة أدعية خاصة بتفريج الكرب وسداد الدين، كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّمها لأصحابه، ومن أشهرها دعاء عظيم التأثير، يُروى في حديث صحيح:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
“اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك”
رواه الترمذي، وقال عنه: حسن غريب.
هذا الدعاء القصير العميق يجمع بين طلب الحلال والاستغناء عن الحرام، والتوكل على الله وحده في تفريج الشدة وسداد الحاجة، وقد أوصى به العلماء في لحظات الضيق المالي والدين.
دعاء النبي لتفريج الدين
كما روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ دخل المسجد ذات يوم، فإذا هو برجل من الأنصار يُقال له أبو أمامة، فقال:
“يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟”
قال: همومٌ لزمتني وديون يا رسول الله.
قال: “أفلا أُعلّمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همّك وقضى عنك دينك؟”
قال: بلى يا رسول الله.
قال: “قل إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ:
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن،
وأعوذ بك من العجز والكسل،
وأعوذ بك من الجبن والبخل،
وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.”
قال أبو أمامة: ففعلت، فأذهب الله همّي وقضى عني ديني.
أدعية مأثورة من القرآن الكريم
ولمن أثقلته الديون، يمكن أن يستأنس أيضًا بأدعية مأخوذة من القرآن الكريم تدل على اللجوء والتسليم لله عز وجل، ومنها:
• ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص: 24]
وهو دعاء سيدنا موسى عليه السلام عندما جاء مدين خائفًا وجائعًا، ففتح الله له باب الرزق والزواج والعمل بعد هذه المناجاة.
• ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114]
وقد أشار بعض العلماء إلى أن العلم النافع والرزق الطيب متلازمان، فمن زاده الله علمًا، وسّع عليه في أمور دنياه وآخرته.
لابد أن يجمع الشخص بين الدعاء والسعي
وقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن من وقع في الدين عليه أن يجمع بين الدعاء والعمل والسعي، فليس الدعاء وحده كافيًا، بل لا بد من التخطيط لإدارة المال بحكمة، والابتعاد عن الإسراف، مع الاستعانة بالوسائل الشرعية لسداد الدين، كطلب تقسيطه، أو الاستعانة بأهل الخير.
كما نبه علماء الأزهر الشريف إلى أن كثرة الاستغفار من أهم أسباب تفريج الكرب، لقوله تعالى:
﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا﴾ [نوح: 10-11].