الذهب يلامس حاجز الـ4 آلاف دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه

سجلت أسعار الذهب العالمية مستوى قياسيًا غير مسبوق يوم الثلاثاء، مدعومةً بارتفاع قوي في الطلب الاستثماري وسط أجواء من التوترات الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية، إلى جانب توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، ما عزز مكانة المعدن النفيس كأحد أفضل الأصول أداءً في عام 2025.
وقفز سعر أونصة الذهب إلى 3977 دولارًا، مسجلًا أعلى مستوى تاريخي، قبل أن يتراجع بشكل طفيف إلى 3951 دولارًا، فيما افتتح التداولات عند 3960 دولارًا. وبذلك يكون الذهب قد حقق ارتفاعًا بنسبة 51% منذ بداية العام، ليقترب من كسر الحاجز النفسي البالغ 4000 دولار للأونصة.
أسباب الصعود القياسي
ووفقًا لتقارير مؤسسة "جولد بيليون"، يعود هذا الأداء القوي إلى عدة عوامل رئيسية:
زيادة الطلب الاستثماري من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب المادي (ETFs).
تراجع الثقة في الملاذات التقليدية، مثل الدولار الأمريكي، وسط ترقب خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
توتر العلاقات الجيوسياسية، خاصة في فرنسا واليابان، ما حفز هروب رؤوس الأموال إلى الذهب كملاذ آمن.
انخفاض تكاليف التمويل، ما يدعم الأصول غير المدرة للعوائد مثل الذهب.
هل يصل الذهب إلى 4300 ثم 4900 دولار؟
مع اختراق الذهب لمستوى 3900 دولار واقترابه من حاجز 4000 دولار، تشير التوقعات إلى استمرار المسار الصاعد، حيث رفعت عدة مؤسسات مالية – من بينها غولدمان ساكس – توقعاتها لسعر الذهب خلال الفترة المقبلة:
4300 دولار للأونصة خلال النصف الأول من 2026.
4900 دولار للأونصة بنهاية ديسمبر 2026، وفقاً لأحدث تقديرات "غولدمان ساكس".
الصين تدعم الزخم.. وتوسّع حيازاتها من الذهب
وفي سياق داعم آخر، كشفت بيانات رسمية عن أن البنك المركزي الصيني عزز حيازاته من الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي خلال سبتمبر الماضي، لترتفع إلى 74.06 مليون أونصة، مقابل 74.02 مليون أونصة في أغسطس، ضمن مساعٍ لتنويع احتياطيات البلاد بعيداً عن الدولار وسندات الخزانة الأمريكية.
الإغلاق الحكومي الأمريكي يزيد من ضبابية الأسواق
زاد من دعم الذهب أيضًا استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، الذي دخل يومه السابع، ما تسبب في تعليق نشر البيانات الاقتصادية الرسمية، وأجبر الأسواق على الاعتماد على مؤشرات ثانوية في تحليل اتجاهات السياسة النقدية. وبهذا، تزايدت رهانات المستثمرين على خفض وشيك للفائدة، ما عزز من جاذبية الذهب كأداة تحوط.
تصحيح طفيف بعد قفزات تاريخية
سجل سعر الذهب محليًا في مصر تراجعًا محدودًا خلال تداولات الثلاثاء، بعد أن وصل أمس إلى مستوى قياسي جديد عند 5300 جنيه للجرام (عيار 21). وافتتح الذهب تداولات اليوم عند 5280 جنيهًا للجرام، وارتفع بشكل طفيف إلى 5285 جنيهًا، مع استمرار التأثر المباشر بسعر الأونصة عالميًا.
ورغم تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه في البنوك الرسمية، إلا أن قوة ارتفاع الذهب عالميًا جعلت التأثير السلبي لحركة الصرف محدودًا، ليستمر الاتجاه العام المحلي في الصعود.
التوقعات للأسعار
عالميًا: تبقى التوقعات إيجابية وسط غياب مؤشرات الهبوط، والدعم المتواصل من الطلب المؤسسي والمركزي، مع احتمالات ببلوغ الذهب 4300 دولار خلال الشهور الستة المقبلة.
محليًا: ما زال الزخم الصاعد مسيطرًا، مع احتمالات بعودة السعر لتجاوز 5300 جنيه للجرام في ظل استمرار قوة الذهب عالميًا، ما لم يشهد الدولار المحلي تحركات حادة.