عاجل

"كانوا بيلحسوا الندى من العطش".. حكاية بطل مصري واجه الموت في معركة الثغرة

شفيق عبد العليم
شفيق عبد العليم

تزامنا من الاحتفال  بالذكرى ال52  لانتصارات أكتوبر المجيدة تظل قصص وروايات الأبطال شاهدة على عظمة وقوة  الجندي المصري وإرادته التي لا تعرف المستحيل. 

ومن قلب محافظة القليوبية وبين هؤلاء الأبطال يبرز اسم شفيق عبد العليم ابن قرية كفر بطا التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية وأحد أبطال سلاح المدفعية الذي شارك في حرب الاستنزاف ثم خاض معركة الثغرة ضمن حرب أكتوبر المجيدة، ليروي اليوم تفاصيل معركة من أشرس معارك الحرب وأقساها.

يستعيد شفيق عبد العليم ذكرياته قائلا إن معركة الثغرة كانت من أصعب المعارك التي مر بها الجنود المصريون حيث اشتدت المعارك في منطقة الدفرسوار بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين بعد محاولة العدو الإسرائيلي اختراق صفوف القوات المصرية في منتصف أكتوبر ١٩٧٣م.
ويشير إلى أن المعركة اتسمت بظروف قاسية وصعبة للغاية، سواء من حيث نقص الإمدادات أو نقص المياه والطعام فكان التعيين اليومي يقسم على ثلاثة أيام حفاظا على البقاء وكان نصيب الجندي لتر ماء واحد فقط في اليوم خلال أيام المعركة الطويلة التي استمرت قرابة ١٠٠ يوم من القتال المتواصل.

ويروي شفيق عبد العليم الاحداث قائلا: أنه في تلك الظروف كان الجنود يبتكرون طرقا واساليب لمقاومة العطش فكان بعضهم يلحس قطرات الندى من مواسير المدافع في الصباح الباكر، أو يضع زلطة صغيرة في فمه لتقليل الإحساس بالعطش. 

مضيفا بقوله: انه رغم ذلك ظل الإصرار على الصمود أكبر من كل التحديات والعقبات وظلت العزيمة قوية حتى تحقق النصر.

ويتابع عبد العليم قائلا : من أكثر المشاهد التي لا تغيب عن ذاكرتى قصة أحد الجنود الذين استشهدوا أثناء القتال وكان متشبثا  ومتمسكا بسلاحه حتى اللحظة الأخيرة فلم يتمكن زملاؤه من انتزاع السلاح من بين يديه. 

وبعد العرض على القيادة تقرر أن يدفن الجندي بسلاحه الذي رفض أن يفارقه حتى بعد استشهاده، في مشهد مؤثر يجسد أسمى معاني الوفاء والانتماء للوطن مصر.

ويؤكد  شفيق عبد العليم أن تلك اللحظات كانت مدرسة في الإيمان والولاء، فكل جندي كان يشعر أن مصر أمانة في رقبته وأن النصر ليس خيارا بل واجب مقدس.

وحول معركة الثغرة يشير  الى أن معركة الثغرة كانت نقطة تحول خطيرة في حرب أكتوبر بعدما حاول العدو الإسرائيلي اختراق الفجوة بين الجيشين المصريين مستهدفا حصار الجيش الثالث وتهديد مؤخرة الجيش الثاني.
ويضيف أن القوات المصرية واجهت الهجوم الإسرائيلي ببسالة نادرة وبشراسه رغم قلة الإمكانيات وصعوبة الظروف الميدانية وتمكنت من إحباط معظم محاولات العدو بفضل شجاعة المقاتلين وتضحياتهم.

مضيفا:  أن المعركة شهدت بطولات كثيرة في المزرعة الصينية ومنطقة الجلاء حيث قدم الجنود المصريون أروع صور الفداء، مؤكدا أن تلك الأيام كانت تجسيدا حيا لمعنى الإيمان بالوطن والثقة في النصر، مهما بلغت التحديات.

وعبر  شفيق عبد العليم عن فخره بانتمائه للقوات المسلحة المصرية التي كانت وستظل درع الوطن وسيفه، مشيرا إلى أن انتصار أكتوبر لم يكن نصرا عسكريا فقط، بل كان نصرا لإرادة شعب بأكمله.
وقال شفيق عبد العليم إن مصر أنجبت قادة عظاما وضعوا أمنها واستقلالها وكرامتها فوق كل الاعتبارات بدءا من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي زرع روح المقاومة، ومرورا بـالرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي اتخذ قرار الحرب والسلام، والرئيس الراحل محمد حسني مبارك  قائد القوات الجوية ابان فترة حرب اكتوبر وقائد الضربة الجوية التى فتحت الباب للنصر والذي حافظ على مكتسبات النصر وواصل البناء.

وأكد شفيق عبد العليم  تأييده للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية مشيرا إلى أنه يسير على نهج الزعماء الكبار في الحفاظ على الدولة المصرية ومقدراتها، ومواصلة مسيرة التنمية والبناء رغم التحديات.

ووجه شفيق عبد العليم رسالة إلى الشباب والشعب المصرى وكل أبناء الوطن وشبابه، قال فيها: يا شباب مصر أنتم أمل هذا الوطن وسنده فاحرصوا على أن تكونوا عند حسن ظن بلدكم بكم. واعملوا بإخلاص وتعلموا، وابنوا مستقبلكم بعزيمة وإصرار.

 فمصر لا تحتاج فقط لمن يحمل السلاح، بل لمن يحمل الضمير والعلم والعمل الشريف والتفوا حول وطنكم وقيادتكم، فبالاتحاد تبقى مصر قوية كما كانت دائما وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء وشر.

تم نسخ الرابط