عاجل

بالتزامن مع مفاوضات السلام

ذكرى طوفان الأقصى.. حسابات الربح والخسارة منذ 7 أكتوبر

معركة طوفان الأقصى
معركة طوفان الأقصى

يعود المشهد الفلسطيني-الإسرائيلي إلى واجهة الأحداث في الذكرى السنوية الثانية لهجوم 7 أكتوبر 2023، المعروف بـ"طوفان الأقصى"، ولكن هذه المرة على وقع مفاوضات سلام التي تجري حاليًا في مدينة شرم الشيخ، إذ تعقد في أكثر اللحظات المفارِقة، حين تستعيد المنطقة واحدة من أكثر محطات الصراع دموية خلال العقود الأخيرة.

الرابحين والخاسرون من معركة طوفان الأقصى

بعد عامين على العملية التي نفذتها حركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية، وما تبعها من حرب واسعة في قطاع غزة، تتباين القراءات حول من خرج منتصرًا، ومن تحمل الثمن الأكبر.

فمن ناحية، استطاعت حماس أن تحدث صدمة أمنية غير مسبوقة داخل إسرائيل، وتضع القضية الفلسطينية مجددًا في صلب الاهتمام الدولي.

ومن ناحية أخرى، خسر الفلسطينيون في غزة آلاف الأرواح، وتعرض القطاع لدمار واسع النطاق، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية.

<strong>معركة طوفان الأقصى</strong>
معركة طوفان الأقصى

خسائر فلسطينية فادحة

دفع قطاع غزة الثمن الأكبر من الخسائر على الصعيدين المادي والبشري، إذ وصل عدد قتلى سكان غزة نحو 66 ألفا، وأصيب ما لا يقل عن 166 ألفا آخرين، بينما لا يزال 9 آلاف شخص في عداد المفقودين.

وفقدت الفصائل المسلحة الفلسطينية، في حربها مع الجيش الإسرائيلي، نحو 25 ألف مقاتل، أما على الصعيد المادي، فقد انخفض الناتج المحلي الإجمالي في القطاع الفلسطيني بنسبة تزيد على 50%، ووصلت البطالة إلى 61%، بحيث فقد 24% من سكان غزة وظائفهم، وارتفع الفقر إلى 74.3% تزامنا مع تراجع كبير لمؤشر التنمية البشرية.

وشهد قطع غزة دمارًا هائلًا بعد تعرض ما بين 63% إلى 70% من المباني للتدمير أو التلف، وتضرر أكثر من 300 مبنى للأمم المتحدة، وسط انهيار أنظمة الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي. 

وفي 22 أغسطس الجاري، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا انتشار المجاعة في القطاع الفلسطيني.

وتسببت العمليات التي نفذها فلسطينيون خلال عامين من الحرب ضد إسرائيل في مناطق الضفة الغربية بقتل 78 إسرائيليًا، وإصابة 550 آخرين، ولأول مرة منذ 22 عامًا نفذ الجيش الإسرائيلي غارات من الجو في الضفة الغربية، بلغ عددها 129 غارة.

واعتقلت إسرائيل خلال عامين من الحرب 15456 فلسطينيًا بحسب مصلحة السجون الإسرائيلية، أفرجت عن عدد منهم وأبقت آخرين قيد الاعتقال. 

وتقول إسرائيل إنها أحبطت 2091 هجومًا ضد أهداف إسرائيلية خلال عامي الحرب، منها 1037 خلال العام 2024، في حين أحبطت 1054 خلال العام الحالي.

<strong>معركة طوفان الأقصى</strong>
معركة طوفان الأقصى

خسائر دولة الإحتلال

وفي المقابل، واجهت إسرائيل أكبر أزمة أمنية منذ تأسيسها، وهزت العملية صورة الردع العسكري، وتسببت في أزمة ثقة داخلية غير مسبوقة، انعكست في انخفاض شعبية القيادة السياسية.

كما تسببت الحروب الإسرائيلية على مختلف الجبهات خلال عامين بقتل 1974 إسرائيليًا، وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، مع مقتل 1179 شخصًا خلال الهجوم الافتتاحي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر عام 2023، بحسب معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، استنادًا لإحصائيات وزارة الصحة الإسرائيلية.

ومن بين قتلى الحرب 900 جندي من قوات الجيش الإسرائيلي وعناصر الشرطة، ومن بين إجمالي عددهم، قتل 354 خلال الهجوم الافتتاحي في 7 أكتوبر، وفق إحصائيات الجيش الإسرائيلي. 

وأصيب كذلك 6313 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا خلال عامين من الحرب على مختلف الجبهات، فيما تصنف جراح 914 منهم على أنها خطيرة جدًا، و1555 أصيبوا بإصابات متوسطة، و3816 وصفت جراحهم بالطفيفة.

وخلال الهجوم الافتتاحي الذي اندلعت على إثره الحرب، اختطفت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة 251 رهينة، إضافة إلى 4 إسرائيليين كانت تحتجزهم حماس منذ الحرب على قطاع غزة عام 2014. 

واستعادت إسرائيل 148 من الرهائن أحياء، غالبيتهم خلال صفقتي تبادل في نوفمبر 2023، ويناير 2025، في حين أنقذ الجيش الإسرائيلي 8 رهائن خلال 3 عمليات خاصة داخل القطاع.

كما استعاد الجيش الإسرائيلي 59 جثة ورفاة لرهائن قتلوا في قطاع غزة، ولا يزال 48 رهينة محتجزين، تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن 20 منهم أحياء.

<strong>معركة طوفان الأقصى</strong>
معركة طوفان الأقصى

كيف تغيرت المنطقة

أثارت عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، جدلاً كبيرًا، بعد مرور عامين على وقوعها، في ظل تداعياتها العميقة والمستمرة على مستقبل قطاع غزة.

فقد أقدمت إسرائيل على تدمير واسع النطاق للقطاع، وارتكبت ما تصفه جهات حقوقية بأنه إبادة جماعية بحق أكثر من مليوني فلسطيني، ولا تزال حتى اليوم تمضي في سياسات التهجير والتطهير العرقي، وسط دعم أمريكي غير مشروط.

أعاد طوفان الأقصى رسم خريطة التفاعلات في الشرق الأوسط، حيث:

  • تعمقت الفجوة بين محور المقاومة وإسرائيل.
  • تصاعدت التوترات الإقليمية مع إيران ولبنان وسوريا.
  • أعيد النظر في مسار "التطبيع" بين بعض الدول العربية وإسرائيل.
  • تحركت قوى دولية بشكل أكثر حذرًا، وأصبحت تدعو إلى حلول جذرية بعد سنوات من إدارة الصراع.

مفاوضات شرم  الشيخ

وبالتزامن مع الذكر الثانية لطوفان الأقصي، تعقد في هذه الأيام جولات محادثات في شرم الشيخ بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني، بوساطة مصرية وقطرية ورعاية أمريكية، للبحث في سبل وقف الحرب، وتبادل الأسرى، وفتح الطريق أمام ترتيبات ما بعد الحرب.

وعلى الرغم  من شبح التصعيد الذي لا يزال حاضرًا، تسعى الأطراف لإنتاج تسوية "مؤقتة" على الأقل، تقود إلى تهدئة طويلة الأمد، وسط ضغوط دولية متزايدة.

تم نسخ الرابط