الرئيس السيسي وأحمد عمر هاشم.. قبلة على جبين العلم والعلماء سيبقى أثرها

حالة من الحزن الشديد خيمت على رحيل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والذي رحل عن عالمنا فجر اليوم الثلاثاء السابع من أكتوبر، 15 من شهر ربيع الآخر 1447 (ثالث الأيام البيض من شهر ربيع الثاني).
ويستعرض نيوز رووم في هذا التقرير مشهدًا اعتاد الجميع رؤيته من تقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي للدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، حيث جدد الرئيس خلال صلاة عيد الأضحى الماضي وضع قبلته على رأس العالم الأزهري، ويرصد موقع «نيوز رووم» أبرز اللقطات التي جمعتهما.
آخر مسجد مصر الكبير
العلامة المحدث كيفما يسميه الأزاهرة، جمعه أكثر من لقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي كان دائم الحرص على مصافحته خاصة في احتفال ليلة القدر، وآخرها مشهد مسجد مصر الكبير بالعاصمة يوم السادس من يونيو الماضي.

ماذا قال أحمد عمر هاشم عن الرئيس السيسي؟
قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتسم بالصدق الحقيقي في إيمانه وحبه لعقيدته وحبه للعلماء.
وأعرب خلال لقاء ببرنامج «نظرة» مع الإعلامي حمدي رزق، المذاع عبر شاشة «صدى البلد»، عن تقديره لموقف الرئيس السيسي معه، حين نزل من المنصة للسلام عليه والاطمئنان على صحته، معتبرًا أن هذا رمزا لتقديره للعلماء وأهل العلم والتدين.
وتابع حديثه: «هذا يجعلنا مطمئنين ولا نخاف أبدًا ما دام القائد يخاف الله، فلا نخشى من ورائه ولا ننتظر منه إلا كل الخير»، مشيرا إلى أن الأحاديث التي يتبادلها معه الرئيس السيسي في كل مناسبة تدور حول الاطمئنان على صحته، متوجها بالشكر له على اهتمامه.
وأكد أن دعوة الرئيس السيسي لتجديد الخطاب الديني واجبة، متابعا: «الله عز وجل يقيض من أئمة الإسلام ممن يفتح لهم آفاق الخير والعقلية لتجديد الدين، كما كان الإمام الشافعي والإمام الغزالي، وفي عصرنا الإمام عبد الحليم محمود والإمام الشعراوي».
الدكتور أحمد عمر هاشم في سطور
ولد العلَّامة المُحدّث الدكتور أحمد عمر هاشم في السادس من فبراير لعام 1941م، في قرية بني عامر بمركز الزقازيق، محافظة الشرقية، ونشأ في عائلة كريمة ينتهي نسبها إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما.

وتربى فى الساحة الهاشمية بمحل ميلاده، والتى كانت ولا زالت تحمل اسم عائلته، حيث التقى فيها بالعلماء والصالحين المُصلِحين، وحضر حلقاتها القرآنية والعلمية منذ نعمومة أظفاره.

وبدأ مسيرته العلمية بحفظ وتجويد القرآن الكريم في العاشرة من عمره، ودرس الإبتدائية بالأزهر الشريف، واستمر في دراسته الأزهرية إلى أن تخرج في كلية أصول الدين عام 1961م.

ثم حصل على الإجازة العالمية عام 1967م، وعُيِّن معيدًا بقسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين، ثم حصل منه على الماجستير عام 1969م، ثم على الدكتوراة في التخصص ذاته.
وقد عمل أستاذًا للحديث وعلومه عام 1983م، إلى أن عُين عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987م.

ثم شغل منصب رئيس جامعة الأزهر الشريف عام 1995م، ثم عضوية هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
كما شغل الدكتور أحمد عمر هاشم عضوية مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئاسة لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، واتحاد الكتاب، والمجلس الأعلى للصحافة، والمجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى للجامعات، ورئاسة المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية.
ولـ أحمد عمر هاشم مشاركات نيابية رصينة وموفقة في البرلمان المصري بغرفتيه، ومشاركات في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية في دول كثيرة منها: (السودان - المملكة العربية السعودية - الجزائر - المغرب - ماليزيا - باكستان - الإمارات العربية المتحدة - الكويت - الأردن - العراق - المانيا - الولايات المتحدة الأمريكية - بلجيكا - إيطاليا - فرنسا .. وغيرها).

وللعلامة الجليل مكانة حديثية مرموقة في أنحاء العالم كافة، ومؤلفات متميزة في علم الحديث وغيره من فروع العلوم الإسلامية، منها: (الإسلام وبناء الشخصية - من هدي السنة النبوية - الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها - الإسلام والشباب - قصص السنة - القرآن وليلة القدر - التضامن في مواجهة التحديات).
وله موسوعة معاصرة فى علم الحديث، تعد أول موسوعة لشرح الأحاديث الصحيحة، وترتيبها ترتيبًا موضوعيًّا، وتبويبها تبويبًا فقهيًّا.
وكذلك برع في فنِّ الخطابة، حيث ظهر نبوغه وطلاقة لسانه منذ صغره؛ فقد خطب أول خطبة جمعة له وهو في الحادية عشرة من عمره في شهر رمضان الكريم، كما برع في نظم القصائد؛ سيما في مدائح سيد الخلق ﷺ وله ديوان شعري تحت عنوان: نسمات إيمانية.
ومن ذلك قوله:
حبيبي يا رســول الله هــــذا
ضياؤك مشرِقٌ فــي مقلتيـا
وقلبي لاهبُ الآهات ينعَـى
على الدنيا ظلاما عنجهيـا
وليلا تائه النجمات غامتْ
بــه آفــاقه تَهــمي عــليَّــا
وقفتُ حيالها والظلم عاتٍ
يُدَمْدِم يخنق النور البــهيّا
ودينك خالد الإشعاع ثبْــتٌ
يصــارع ذلك البـغْيَ البغيّا
وبين مسامع الدنيا ترامـت
نداءات ســمعْتُ لها دويّــا
وباسم حضارة بَلْها تمطَّت
بليــلٍ فــاغرٍ أمــسى عييّا
وهاهم حفنة الأشرار راحوا
يشِيعون الهُـــراء البــربريـا
عقيدتهم، شريعتهم، أكانــت
شريعـة ربنا ظلـــمًا وغـــيَّا
أكانــت فلسـفــاتٍ مغلقــات
لتغلق ذلك الفــجر الوضـيّا
لقد فطر الإله الخلْق طــرًا
عليهـما باعثًا هدْيًــا نديّــا
وأرسل رسـله رَكْبًا فـرَكْبًا
ليبتعثــوه دينًـــا عالميَّــــا
وكان ختامهم خير البرايا
مـحمداً الــنبيَّ الهاشميَّــا

وقد حصل العلامة المحدث أحمد عمر هاشم على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1992م، وتقلد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى؛ تقديرًا لدوره الدعوي الرائد، ومكانته العلمية والثقافية العظيمة في مصر والعالم كله.