ما سر غياب رون ديرمر وويتكوف عن مفاوضات شرم الشيخ بشأن غزة؟

أثار غياب كل من رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ورئيس الوفد التفاوضي، وكذلك ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي الخاص، إضافة إلى جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن جلسات اليوم الأول من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في مدينة شرم الشيخ، موجة من التساؤلات والشكوك حول الأهداف الحقيقية لتل أبيب في هذه المرحلة من المحادثات.
ووفقًا لمصادر فلسطينية تحدثت في تصريحات صحفية، فإن هذا الغياب قد يعكس خطوة تكتيكية مقصودة من الجانب الإسرائيلي تهدف إلى الضغط على حركة حماس، بهدف دفعها لتقديم تنازلات سريعة في المرحلة الأولى من خطة ترامب، التي تركز على إطلاق سراح الرهائن.
وتضيف المصادر الفلسطينية أن هناك احتمالاً آخر قد يفسر هذا الغياب، وهو رغبة إسرائيل في فصل تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة عن المراحل اللاحقة، والتي تشمل ترتيبات أكثر تعقيدًا تتعلق بمستقبل الوضع الأمني والسياسي في قطاع غزة.

احتمال انسحاب إسرائيلي من التفاوض بعد تسلم الرهائن
أشارت المصادر نفسها إلى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في الساعات الأخيرة، وعلى رأسهم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تعكس توجهًا واضحًا نحو إنهاء المشاركة في المفاوضات بمجرد استعادة الرهائن.
وفي تصريحات سابقة، شدد نتنياهو على أن إسرائيل لن تنفذ أي بند من خطة ترامب قبل تسلم جميع الرهائن، محذرًا من أن تل أبيب ستستأنف العمليات العسكرية ضد قطاع غزة في حال لم يتم الإفراج عن الرهائن ضمن الجدول الزمني المحدد.
الجلسة الأولى من مفاوضات شرم الشيخ
وكانت مدينة شرم الشيخ قد احتضنت مساء أمس الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة، والتي تتركز على مناقشة آليات تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، بما يشمل تعليق الأنشطة العسكرية من الطرفين، في إطار مساعي التوصل إلى وقف شامل للحرب وتبادل للأسرى.
ويمثل خليل الحية رئيس حركة حماس في غزة، وفد الحركة في هذه المحادثات، والتي تجري من خلال الوسطاء مصر وقطر وتركيا، ويطالب وفد حماس بالحصول على ضمانات ميدانية للانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، باعتباره شرطًا أساسيًا للمضي في بقية مراحل الخطة.
البيت الأبيض: ترامب يضغط للإفراج السريع عن الرهائن
في واشنطن، قال البيت الأبيض أمس الإثنين، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد من جميع الأطراف الإسراع بالموافقة على شروط إطلاق سراح الرهائن، مؤكدًا أن كافة أطراف النزاع أعربت عن موافقتها المبدئية على الخطة الأمريكية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن ترامب يرى أن الإفراج السريع عن الرهائن المتبقين قد يمنح زخمًا لبقية بنود الخطة، مما يسهل الانتقال إلى المرحلة التالية، التي تتعلق بإرساء سلام دائم ومستقر في غزة.
وأضافت ليفيت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد تحريك هذا الملف بسرعة كبيرة، ويرى أن تحرير الرهائن يجب أن يتم في أقرب وقت، لأنه يمثل خطوة حاسمة في اتجاه التهدئة.
وأوضحت أن المحادثات الفنية الجارية في مصر، والتي يشارك فيها كل من ويتكوف وكوشنر، تتركز حاليًا على مراجعة قوائم الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين المشمولين في المرحلة الأولى، في انتظار استكمال الإجراءات اللوجستية اللازمة.
هل تنجح خطة ترامب في تجاوز العقبات؟
تأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة تواجه تحديات كبيرة، في ظل تباين الأولويات بين إسرائيل وحماس، خاصة فيما يتعلق بقضية نزع سلاح الفصائل، ومستقبل الحكم في القطاع، والضمانات الدولية.
وتبقى المرحلة الأولى، التي تركز على إطلاق سراح الرهائن ووقف فوري للقصف، هي الاختبار الأول لمصداقية الأطراف ولا سيما الاحتلال الإسرائيلي واستعدادها للانخراط في حل شامل، وسط تصاعد الشكوك حول الجدية الإسرائيلية، في ظل غياب الشخصيات المحورية عن طاولة المفاوضات في يومها الأول.