الأوفر حظا لإدارة اليونسكو.. من هو الدكتور خالد العناني؟

تشهد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو اليوم الإثنين تصويتًا حاسمًا في المجلس التنفيذي بمقرها في باريس، لاختيار المدير العام المقبل للمنظمة، في خطوة تعد ذات أهمية بالغة في ضوء التحديات التي تواجهها اليونسكو، بما في ذلك الاتهامات المتزايدة بتسييس عملها، والانقسامات الداخلية التي فاقمها إعلان الولايات المتحدة انسحابها منها بحلول نهاية عام 2026.
ومع انسحاب المرشحة المكسيكية جابرييلا راموس من السباق، باتت المنافسة محصورة بين مرشحين اثنين: الدكتور خالد العناني، العالم المصري المتخصص في علم المصريات والوزير السابق للسياحة والآثار من عام 2016 إلى 2022، وفيرمين إدوار ماتوكو من جمهورية الكونغو، البالغ من العمر 69 عامًا، والذي أمضى 35 عامًا داخل المنظمة ويشغل حاليًا منصب نائب المدير العام للعلاقات الخارجية.

التصويت الرسمي لمنصب مدير العام لليونسكو
ورغم أن التصويت الرسمي سيتم في السادس من نوفمبر خلال انعقاد الجمعية العامة لليونسكو في مدينة سمرقند بأوزبكستان، إلا أن أنظار المجتمع الدولي تتجه إلى تصويت المجلس التنفيذي باعتباره بمثابة انتخاب مبكر، حيث لم يسبق للجمعية العامة أن خالفت توصية المجلس في هذا الشأن.
وفي الأشهر الأخيرة، كثف المرشحان تحركاتهما الدبلوماسية، وزارا العديد من العواصم لحشد الدعم من الدول الأعضاء الـ57 المشاركة في التصويت، وتعد فرص الدكتور خالد العناني أوفر بحسب عدد من المراقبين، بينما أعلنت الولايات المتحدة -التي تستعد للانسحاب من المنظمة- أنها لن تشارك في التصويت.
رؤية الدكتور خالد العناني لقيادة اليونسكو
أكد الدكتور خال العناني ، خلال لقاءات متعددة، عزمه على ضخ رؤية جديدة داخل المنظمة، تستند إلى خبرته الميدانية والوزارية، متعهداً بتعزيز دور اليونسكو وتوسيع نطاق تأثيرها العالمي، مستفيدًا من خلفيته كباحث ومدير متحف ووزير على اتصال مباشر بمشاريع المنظمة، خصوصًا في مجالات التراث والتعليم.
أما منافسه الكونغولي ماتوكو، فقد شدد على أهمية الخبرة الداخلية في إدارة المرحلة المقبلة، قائلاً إن "العالم يعيش اضطرابات كبيرة وإعادة نظر في تعددية الأطراف"، وإن المنظمة تحتاج إلى قيادة "تفهم آلية عملها جيداً وتعرف العقبات المحتملة".

وزير الخارجية : خالد العناني يمتلك رؤية وخبرة تؤهله لقيادة اليونسكو
من جانبه، أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، خلال كلمته أمام المجلس التنفيذي لليونسكو في باريس، أن مصر رشحت الدكتور خالد العناني استناداً إلى ما يمتلكه من مؤهلات أكاديمية وخبرات ميدانية كبيرة، تجعله مؤهلاً بجدارة لقيادة المنظمة في المرحلة المقبلة.
وأشار الدكتور بدر عبد العاطي إلى أن المرشح المصري قدم رؤية شاملة لتطوير أداء اليونسكو، ترتكز على تعزيز دورها في دعم السلم والأمن الدوليين، والنهوض برسالتها في التعليم والثقافة وحماية التراث.
كما أعرب الوزير عن تقدير مصر العميق للتعاون القائم مع المنظمة في مختلف قطاعاتها، مؤكدًا أن هذا التعاون أسفر عن نتائج ملموسة، من أبرزها رفع موقع دير أبو مينا الأثري من قائمة المواقع المهددة بالخطر، وهو ما اعتبره تتويجًا للجهود التي تبذلها الدولة المصرية للحفاظ على التراث الإنساني بالتعاون مع شركائها الدوليين.