6 أكتوبر 1973.. ملحمة العزيمة المصرية التي أعادت المجد والنصر

في السادس من أكتوبر 1973، سطرت مصر ملحمة تاريخية أعادت للعالم معنى الإرادة والعزيمة، حيث انطلقت قواتنا المسلحة لعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف في معجزة عسكرية أبهرت العالم، وكان هذا النصر نقطة تحول حاسمة أعادت لمصر كرامتها ومكانتها الإقليمية والدولية، واستردت بها أرض سيناء الغالية بعد سنوات من الاحتلال.
لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية، بل كانت ملحمة وطنية جسدت وحدة الشعب والجيش وإصرارهما على استرداد الحق.
الرئيس السيسي: جيشنا وطني لا يهاب التحديات
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المنطقة تمر اليوم بمرحلة دقيقة، وتشهد مساعي مكثفة لإحلال السلام، مؤكداً أن مصر تؤمن بأن الأمن والاستقرار الدائم لن يتحقق إلا من خلال سلام عادل وشامل.
وأضاف: "جيشنا جيش وطني من صلب الشعب المصري يقف سداً منيعا أمام الصعاب والتهديدات ولا يهاب التحديات، وأجدد التحية للقوات المسلحة وللشهداء الأبرار الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة".
وفي كلمته بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، وجه الرئيس السيسي تحية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبادرته لوقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على أن وقف إطلاق النار وبدء مسار نحو إقامة الدولة الفلسطينية يعني السير في طريق السلام الدائم.
وشدد على أن المصالحة لا المواجهة هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن، مؤكداً أهمية الحفاظ على منظومة السلام التي أرستها الولايات المتحدة منذ السبعينيات كإطار استراتيجي للاستقرار الإقليمي، ولفت إلى أن توسيع نطاق هذه المنظومة لا يتم إلا بتعزيز ركائزها على أساس العدل وضمان حقوق شعوب المنطقة.
حماية الوطن وحفظ حدوده
وطمأن الرئيس السيسي الشعب المصري بأن الجيش ماضٍ في أداء رسالته في حماية الوطن وحفظ حدوده، قائلا:
"ملحمة أكتوبر علمتنا أن النصر لا يمنح بل يُنتزع".
وأضاف: "في هذا اليوم المجيد نقف وقفة عزة وفخر نحيي فيها ذكرى يوم خالد في تاريخ ووجدان هذه الأمة.. يوم السادس من أكتوبر عام 1973، الذي أضاف لمصر والعرب جميعاً فخراً ومجدًا، إنه يوم الانتصار العظيم ويوم العبور.. يوم وقف فيه العالم احتراماً وإجلالاً لعظمة وإرادة المصريين ووحدة القرار العربي".
كما توجه بتحية خالصة لروح القائد العظيم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام وصاحب القرار الجريء والرؤية الثاقبة.
قصة ملهمة من قلب الدفاع الجوي
وكشفت نهلة أحمد حسن، ابنة الشهيد المقدم أحمد حسن، أحد أبرز أبطال الدفاع الجوي في حرب أكتوبر، عن شعور والدها بقرب اندلاع الحرب رغم عدم إعلانها رسمياً، مما دفعه لاتخاذ خطوات احترازية مع أسرته، منها تسليم والدتها شيكًا وأوراقًا رسمية "للمعاش إذا تأخر، ورقم الجثمان حتى لا يضيع"، وهو ما يعكس وعيه واستعداده للتضحية.
وقد لُقب الشهيد أحمد حسن بـ"صائد الطائرات" لدوره البارز في التصدي للطيران المعادي خلال الحرب، مؤكدة أن التاريخ المصري زاخر بأبطال يستحقون التكريم والاحتفاء على مر الأجيال.
صيحات "الله أكبر" تعلو في سماء سيناء
كان صوت "الله أكبر" كلمة السر في حرب أكتوبر، حيث انطلقت صيحات الجنود المجاهدين من أفواههم ملأت سماء سيناء بعد تحطيم خط بارليف وعبور قناة السويس، لتجسد العزة والقوة والإخلاص التي استمدها الأبطال من إيمانهم بالله، مما منحهم ثباتاً وعزيمة لا تلين في ساحات القتال.