حازم خيرت: قرار دمشق بإلغاء احتفالات أكتوبر يصب في صالح الرواية الإسرائيلية

صرح السفير حازم خيرت، سفير مصر السابق لدى سوريا، أن قرار الحكومة السورية الجديدة بعدم الاحتفال بانتصارات أكتوبر وإزالة هذا اليوم من قائمة الأعياد الرسمية والمناهج الدراسية، قد أثار جدلًا واسعًا واستغرابًا كبيرًا داخل المجتمع السوري والعربي.
قال السفير خيرت، في حديث خاص لـ"نيوز رووم": "لقد عايشت تلك الفترة بنفسي أثناء عملي في دمشق.. وكانت احتفالات السادس من أكتوبر مناسبة وطنية مقدسة، تشهدها الساحات الكبرى في سوريا وعلى رأسها استاد تشرين، الذي يعتبر رمزاً كبيراً للجيش والشعب السوري معًا".

انتصارات مرتبطة بالنظام السابق
وأوضح خيرت أن أسباب هذا القرار قد تكون متعددة، من بينها أن الانتصارات التي حققها الجيش السوري في حرب أكتوبرعام 1973 ارتبطت بالنظام السابق، وبالجيش الذي واجه الثورة السورية لاحقًا. مضيفاً؛ "يبدو أن القيادة السورية الحالية لا ترغب في تمجيد الجيش أو استعادة رمزيته المرتبطة بعهد حافظ الأسد.. خاصة أن الجماعات الاسلامية في سوريا كانت تشكك في نصر الجيش بحرب أكتوبر، معتبرة أنه لم يحرر الجولان ولم يحقق إنجازًا حقيقيًا سوى استعادة القنيطرة".

هل هناك تقارب محتمل مع إسرائيل؟
وأشار سفير مصر السابق إلى أن إلغاء الاحتفال بانتصار أكتوبر قد يُفهم كرسالة مبطنة موجهة إلى إسرائيل قائلاً: "أخشى أن يكون القرار جزءًا من تفاهمات أو رسائل حسن نية متبادلة مع الجانب الإسرائيلي، في ضوء المفاوضات غير المعلنة الجارية بين الطرفين، لإظهار أن سوريا لم تعد تمثل تهديدًا لإسرائيل، وأنها تطوي صفحة الصراع".
وأضاف أن القرار يصبّ دون قصد في صالح الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن الجيش الإسرائيلي حقق انتصارًا في حرب أكتوبر، مضيفًا: "حين تلغي دمشق الاحتفال، فهي عمليًا تمنح مصداقية للرواية الإسرائيلية التي طالما أنكرت الهزيمة في تلك الحرب".
وشدد خيرت في ختام تصريحاته علي أن الجيش السوري يظل بطبيعته جيشًا عربياً رغم الانقسامات السياسية، وأن الشعب السوري يرى في حرب أكتوبر واحدة من أنصع صفحات تاريخه الحديث.. حتى لو تغيّرت المواقف السياسية، يظل نصر أكتوبر يومًا محفورًا في ذاكرة السوريين والعرب كرمز للعزة والانتصار، ولا أظن أن الشارع السوري سيتقبل بسهولة طمس هذا الرمز".