موقع مراهنات يكشف: جريتا ثونبرج تكتسح ترامب في سباق الفوز بجائزة نوبل

بعد التقدم الملحوظ في المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب في غزة، يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتنعًا بأن الوقت قد حان للاعتراف به رسميًا كـ"صانع السلام" ومنحه جائزة نوبل للسلام.
على غرار سلفه، الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي نال الجائزة عام 2009 "قبل أن يُنجز أي شيء"، يزعم ترامب أن لديه قائمة إنجازات ملموسة ليُقدّمها: "لو كنتُ أوباما، لحصلتُ على جائزة نوبل في غضون عشر ثوانٍ، لن يُمنحوني جائزة نوبل للسلام أبدًا. يا للأسف! أستحقها، لكنهم لن يُمنحوها لي أبدًا".
كيف يتم اختيار الفائز؟
وفقًا للقواعد، يحق لأي رئيس دولة، أو وزير، أو عضو برلمان، أو أستاذ في العلوم الاجتماعية أو القانون، أو حائز سابق على جائزة نوبل، الترشح. هذا العام، قُدّم 338 اسمًا، منها 244 فردًا و94 منظمة. تُحفظ تفاصيل الترشيحات سرًا لمدة 50 عامًا.
تشمل العملية الفرز الأولي في فبراير، وفحص المرشحين من القائمة المختصرة بين مارس وأغسطس، والاختيار النهائي في 10 أكتوبر من قِبل الأعضاء الخمسة للجنة النرويجية. ومن المتوقع أن يُقام حفل التكريم في 10 ديسمبر في أوسلو.
ومن الجدير بالذكر أن الموعد النهائي لتقديم الترشيحات لجائزة نوبل لعام 2025 انتهى بالفعل في يناير الماضي، ومن الناحية الإجرائية، من المتوقع أن يتم إدراج الترشيحات المقدمة بعد الموعد النهائي، بما في ذلك ترشيحات القادة المختلفين لترامب، في العام المقبل فقط.
وكشف موقع "يسرائيل هيوم" العبري، حظوظ كلا المرشحين "دونالد ترامب" وناشطة المناخ "جريتا ثونبرج" للفوز بجائزة نوبل للسلام التي سيعلن عنها يوم 10 أكتوبر.
من يراهن على ترامب وثونبرج؟
وفقًا لمواقع المراهنات، يتخلف دونالد ترامب بفارق كبير عن أبرز المرشحين للفوز بجائزة نوبل للسلام عام2025، على سبيل المثال، على موقع بولي ماركت، تبلغ فرصه حوالي 4% فقط، وكذلك على منصة كالشي، يتخلف بفارق كبير عن المرشحين الثلاثة الرئيسيين: منظمات الطوارئ السودانية (28%)، ومنظمات إنقاذ البحر الأبيض المتوسط (27%)، وجريتا ثونبرج (22%)، بمعنى آخر، على الرغم من اعتبار ترامب مرشحًا بارزًا، إلا أنه في أسواق المراهنات القائمة على التوقعات، لا يزال لاعبًا هامشيًا، مع فرص ضئيلة للفوز بالجائزة المرموقة.
وفي هذه الأثناء، يُكرّس الرئيس كل جهوده لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب في غزة، وهو إنجاز سيُسهم بلا شك في تعزيز سجله، وإن كان مثيرًا للجدل، في حين أن مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا متوقفة حاليًا، يواصل ترامب تقديم نفسه على أنه "حلٌّ للنزاعات".
هل أنهى ترامب 7 حروب؟
منذ عودته إلى البيت الأبيض، يزعم ترامب أنه نجح في "إنهاء سبع حروب"، بما في ذلك الصراعات بين إسرائيل وإيران، وأرمينيا وأذربيجان، وكمبوديا وتايلاند، ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والهند وباكستان، وصربيا وكوسوفو، بالإضافة إلى مصر وإثيوبيا.
الشرق الأوسط: قصف إيران واتفاقيات إبراهيم
في الشرق الأوسط، يفخر الرئيس بإحلال السلام عبر قصف المنشآت النووية الإيرانية، وهي عملية يصفها بأنها "مثالية" وأنهت "حرب الاثني عشر يومًا"، لكن الحرب بين البلدين، كما هو معروف، لم تنتهِ بعد، ولم تُعلن إيران عن نيتها التخلي عن طموحاتها النووية رغم العقوبات الشديدة المفروضة على نظام آيات الله.
خلال زيارته السابقة لواشنطن في يوليو، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للرئيس أنه أوصى بمنحه جائزة نوبل للسلام بسبب إبرام اتفاقيات إبراهيم بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان خلال فترة ولايته السابقة.
أرمينيا وأذربيجان: سلام تاريخي في القوقاز
كان آخر إنجاز، الذي تحقق في أوائل أغسطس، هو إنهاء الصراع التاريخي حول إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي استمر قرابة 40 عامًا، بعد احتلال أذربيجان للمنطقة عام 2023، وما صاحبه من موجة نزوح أرمني، استضاف ترامب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في البيت الأبيض لتوقيع إعلان سلام، من المفترض أن يمهد الطريق لاتفاقية سلام شاملة. بل أعلن الزعيمان علنًا خلال الحفل أنهما سيدعمان ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام.
كمبوديا-تايلاند: مكالمة هاتفية من الإجازة
تحول تصعيد على الحدود بين كمبوديا وتايلاند في يوليو، بسبب السيطرة على معبد قديم، سريعًا إلى معارك مدفعية، اتصل ترامب، الذي كان آنذاك في عطلة جولف في اسكتلندا، بالزعيمين وعرض إعفاءات جمركية كبيرة لكلا البلدين، وهو عرض أدى إلى وقف فوري لإطلاق النار. وأشار رئيس وزراء كمبوديا في أغسطس إلى أنه قدّم ترشيح الرئيس لجائزة نوبل للسلام.
رواندا-الكونغو: التنقيب عن الذهب من أجل السلام
الحرب الدامية بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي استمرت بشكل متقطع لأكثر من ربع قرن، شملت مؤخرًا غارات شنّها متمردو حركة 23 مارس من رواندا على الكونغو. وانتهت الجولة الحالية بعد أن وعد ترامب باستثمارات أمريكية في منطقة كيفو الغنية بالمعادن مقابل وقف القتال. وُقّع اتفاق سلام رسمي في البيت الأبيض في 27 يونيو، ووصف ترامب هذا بأنه إنجاز شخصي: "هذه واحدة من أصعب الحروب التي شهدها العالم، وقد أوقفناها".
الهند وباكستان: وقف إطلاق النار في الجبال
في أبريل من هذا العام، أدى هجوم إرهابي في كشمير إلى تبادل لإطلاق النار وغارات جوية بين القوتين النوويتين. تدخل ترامب في مفاوضات مكثفة استمرت طوال الليل، وفي 10 مايو، أُعلن عن وقف إطلاق نار شامل. سارعت باكستان لشكره وقدمت ترشيحها لجائزة نوبل للسلام، لكن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زعم أن ترامب "بالغ في وصف دوره".
صربيا وكوسوفو: الفجوة بين الأقوال والواقع
يُصوّر ترامب نفسه على أنه "أنهى الحرب بين صربيا وكوسوفو"، لكن عمليًا، كانت مساهمته رمزية في معظمها، في عام ٢٠٢٠، توسط في اتفاقية اقتصادية في واشنطن تهدف إلى تعزيز التعاون، لكنها لم تتضمن أي بُعد سياسي أو أمني، منذ ذلك الحين، انهار الحوار، واندلعت مواجهات في شمال كوسوفو، وفُرضت عقوبات على بريشتينا، ورغم تصريحاته، لا يزال الصراع مستمرًا، بل تدهورت العلاقات بين الجانبين.
مصر وإثيوبيا.. لا توجد حرب قط!
يميل ترامب إلى الادعاء بأنه أنهى الصراع بين مصر وإثيوبيا، لكن عمليًا، لم تكن الدولتان في حالة حرب قط، بل يتعلق النزاع بينهما بـ"سد النهضة" الإثيوبي، وهو مشروع كهرومائي ضخم بُني على مدى 15 عامًا تقريبًا وافتُتح مؤخرًا، بينما تعارضه مصر والسودان خوفًا من الإضرار بإمدادات المياه في مجرى نهر النيل.
وركز تدخل دونالد ترامب في الصراع بين مصر وإثيوبيا بشكل أساسي على وساطة أمريكية قصيرة الأمد بشأن قضية السد خلال ولايته الأولى، لكنها لم تُفضِ إلى تسوية دائمة.
واعترف ترامب بأن طريق الفوز مليء بالشكوك والصعاب، حيث قال: "لن يمنحوني جائزة نوبل للسلام لأنهم يمنحونها لليبراليين فقط"، يُقارن مؤيدو الرئيس إنجازاته بإنجازات أوباما، الذي نال الجائزة في بداية ولايته "لحسن نواياه" فقط، رغم سياسته التي تضمنت أخطاءً جسيمة في سوريا وليبيا، وفي علاقاته مع روسيا.