يومئذ يفرح المؤمنون
مبتهل يوم النصر| ماذا قال نصر الدين طوبار في فجر السادس من أكتوبر؟

لم يكن الشيخ محمد أحمد شبيب وحده قارئًا ليوم النصر، بل كان المبتهل الشيخ نصر الدين طوبار واحدًا من استحق أن يخلد ذكره مبتهلًا ليوم النصر أيضا، وفي ذكرى السادس من أكتوبر 1973، يسلط موقع «نيوز رووم» الضوء على المبتهل الشيخ نصر الدين طوبار.
مبتهل يوم النصر الشيخ نصر الدين طوبار
وقال المبتهل الشيخ نصر الدين طوبار في فجر يوم النصر السادس من أكتوبر من مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه: «سبح بحمدك الصائمون ودان لعزتك الراكعون الساجدون واستنار بهداك المخلصون وانتصر بقدرتك المجاهدون ويومئذ يفرح المؤمنون».
من هو مبتهل يوم النصر؟
ولد الشيخ نصر الدين طوبار في 7 يونيو 1920 في المنزلة بالدقهلية، ودرس فيها وحفظ القرآن الكريم، وذاع صيته في المحافظة، حيث درس اللغة العربية، ودرس علم القراءات والحديث، حتى نصحه أصدقاؤه بأن يتجه إلى القاهرة للالتحاق بالإذاعة المصرية، وبالفعل استجاب لهم وتوجه لاختبارات الإذاعة
وقدم الشيخ نصر الدين طوبار ما يقرب من مائتي ابتهال؛ منها "يا مالك الملك"، و"مجيب السائلين"، و"جل المنادي"، وجمعيها لا تزال خالدة في وجدان المصريين.
وكان الشيخ نصر الدين أول من ابتهل لجنودنا وأبطالنا خلال حرب أكتوبر 1973، وكان ابتهال «سبح بحمدك الصائمون» يوم 9 أكتوبر، من بعده ابتهال «انصر بفضلك يا ميهمن جيشنا» يوم 14 أكتوبر.
اختير طوبار مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر في عام 1980 شارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة كما أنشد في قاعة ألبرت هول بلندن وذلك في حفل المؤتمر الإسلامي العالمي.
وسافر إلى العديد من الدول العربية والأجنبية وكتبت عنه الصحافة الألمانية: (صوت الشيخ نصر الدين طوبار يضرب على أوتار القلوب)، وفيما بعد تم تعيينه قارئا للقرآن الكريم ومنشدًا للتواشيح بمسجد الخازنداره بشبرا.
ورحل الشيخ طوبار بعد مسيرة حافلة بالابتهالات والتلاوات القرآنية عن عمر يناهز 66 عاما ، في 16 نوفمبر 1986.
قرآن يوم النصر السادس من أكتوبر 73
حمل قرآن فجر يوم العبور والنصر السادس من أكتوبر آيات بينات من الذكر الحكيم، حيث قول الحق جل وعلا: «قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ»، تلاها القارئ الشيخ محمد أحمد شبيب من سورة آل عمران.
من هو قارئ يوم النصر؟
ولد الشيخ محمد أحمد شبيب في 25 أغسطس عام 1934م، بقرية دنديط، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية، في أسرة عاشقة لتلاوة القرآن.
تتلمذ على يد الشيخ محمد إسماعيل، وحفظ القرآن الكريم كاملًا بالتجويد، وفي عام 1951م، التحق الشيخ شبيب بمعهد الزقازيق الديني، واشتهر بتلاوة القرآن بصوتٍ عذبٍ، فتمسّك به مشايخ المعهد، وطلبوا منه أن يفتح لهم اليوم الدراسي بالقرآن، إضافة إلى مشاركته في جميع الاحتفالات التي تقام بمحافظة الشرقية عن طريق الأزهر الشريف.
أُصيب الشيخ شبيب في ستينيات القرن الماضي بالتهاب قوي في الحنجرة، كاد أن يُفقده صوته العذب في تلاوة القرآن الكريم، وأجرى له رائد علم جراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتور علي المفتي جراحة دقيقة لإزالة إحدى الحبيبات على الحبل الصوتي، لكن بعد علاجه عاد مرة أخرى، وذاع صيته في الإذاعة المصرية.
وأُعتمد الشيخ شبيب قارئًا بالإذاعة عام 1964م، ورافق أشهر القراء في القراءة بالحفلات الخارجية وإحياء ليالي شهر رمضان المبارك، من أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمود علي البنا، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الباسط عبدالصمد، والشيخ كامل يوسف البهتيمى.
توفي في الـ 3 أبريل عام 2012م، بعد رحلة طويلة مع حفظ وتلاوة كتاب الله العزيز تاركًا خلفه محبة الناس وثروة قيمة وكبيرة من التسجيلات الإذاعية للقرآن الكريم.