لماذا يزداد خطر أمراض القلب بين الشباب؟ دراسة تكشف الأسباب!

تشير دراسة حديثة إلى أن معدلات الإصابة بأمراض القلب بين من هم دون سن الخمسين ارتفعت بنسبة 20% خلال السنوات الأربع الأخيرة في تطور يثير قلق الأطباء حول العالم.
فقد رصد الباحثون زيادة واضحة في حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب الوعائية لدى الفئة العمرية الشابة مما يهدد التقدم الذي أحرزته المجتمعات في الحد من هذه الأمراض على مدار العقود الماضية.
الأسباب
حللت الدراسة نحو تسعة ملايين حالة خلال فترة المتابعة وخلصت إلى أن معظم المصابين كانوا يعانون من عامل خطر واحد على الأقل قبل تفاقم حالتهم مثل ارتفاع ضغط الدم، أو زيادة الكوليسترول، أو السمنة، أو التدخين.
كما لاحظ الباحثون ارتفاع حاد في حالات الدخول إلى المستشفيات بين الأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، مما يؤكد أن الخطر لم يعد مقتصر على كبار السن.
أعراض لا يجب تجاهلها
تحذر البروفيسورة رشا اللامي استشارية أمراض القلب في كلية إمبريال بلندن، من أن الأعراض المبكرة غالبا ما تكون خفية أو مضللة وتقول:
“من أبرز العلامات التي تستدعي الانتباه:ضيق التنفس أثناء النشاط اليومي، وألم متكرر في الصدر، وإرهاق غير معتاد.”
وتضيف أن النساء قد لا يشعرن بألم واضح في الصدر كما هو الحال لدى الرجال، بل يظهر لديهن الغثيان، أو عسر الهضم، أو الدوار، أو ألم أعلى البطن. وتشير إلى أن نصف مرضى النوبات القلبية تقريبا لم تظهر عليهم أعراض تقليدية، لكن كانت لديهم عوامل خطر لم تشخص بعد.
لذلك تؤكد اللامي أهمية إجراء فحوص دورية لضغط الدم ومستويات الكوليسترول والسكر، مشيرة إلى أن العلاج الوقائي المبكر يمكن أن يُنقذ الأرواح ويمنع تدهور الحالة.
علاقة اللثة بالقلب
تظهر دراسات حديثة أن نزيف اللثة قد لا يكون مجرد مشكلة فموية، بل إشارة مبكرة لأمراض القلب.
فقد وجدت دراسة ممولة من مؤسسة القلب البريطانية أن المصابين بأمراض اللثة أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 69%، مما يضاعف خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وتشير الأبحاث إلى أن علاج اللثة يحسن وظائف الشرايين ويقلل الالتهابات العامة في الجسم، في حين يؤدي إهمالها إلى تراكم الدهون داخل الشرايين بمرور الوقت، مما يرفع احتمالية انسدادها والإصابة بمضاعفات خطيرة.
الوقاية تبدأ من الوعي
في ظل هذا الارتفاع المقلق يشدد الأطباء على أهمية تبني نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، والنشاط البدني المنتظم، والإقلاع عن التدخين، والمتابعة الطبية المستمرة فالاكتشاف المبكر لأي خلل في القلب أو الأوعية الدموية قد يكون الفارق بين حياة طبيعية ومضاعفات خطيرة