فضل شاكر يسلم نفسه للقضاء اللبناني بعد سنوات من الهروب.. القصة الكاملة

تصدر اسم الفنان فضل شاكر مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث خلال الساعات الماضية، بعد أن كشفت وسائل إعلام لبنانية عن تسليم الفنان نفسه للقضاء اللبناني، لتنتهي بذلك سنوات من الجدل والاختفاء داخل مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان.
ووفقًا للمصادر اللبنانية، فقد تسلّمت استخبارات الجيش اللبناني فضل شاكر بعد أن وافق على تسليم نفسه طواعية، وذلك إثر تعرضه لمضايقات من جماعات إسلامية داخل المخيم الذي كان يقيم فيه منذ أكثر من عقد.
من نجم محبوب إلى متهم في قضايا إرهاب
بدأت أزمة فضل شاكر مع بدايات الربيع العربي في أواخر عام 2011، حين شارك في مظاهرة نظمها الشيخ أحمد الأسير في بيروت، ومع تصاعد الأحداث، كما أعلن فضل شاكر اعتزاله الفن نهائيًا عام 2012 لأسباب دينية، معلنًا تفرغه لما وصفه آنذاك بـ «الطريق الصحيح»، إلا أن ظهوره لاحقًا مسلحًا إلى جانب جماعة الأسير، وتورطه في خطابات عدائية ضد الجيش اللبناني، أدخل اسمه في قائمة المطلوبين أمنيًا.
في عام 2013، وقعت أحداث عبرا الدامية بين أنصار الأسير والجيش اللبناني، واتُّهم شاكر بالمشاركة في تلك الاشتباكات، وهي التهمة التي ظل ينفيها لاحقًا، مؤكدًا أنه لم يحمل السلاح في وجه الجيش.
أحكام قضائية متتالية
خلال فترة اختبائه، أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية عدة أحكام غيابية بحق فضل شاكر:
- في عام 2016: حُكم عليه بالسجن خمس سنوات وغرامة مالية قدرها 500 ألف ليرة لبنانية، بتهمة «التهجم على دولة عربية» في مقابلة تلفزيونية.
- في عام 2017: صدر بحقه حكم بالسجن 15 عامًا مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية، ضمن قضية «أحداث عبرا» المرتبطة بالشيخ أحمد الأسير.
كما صدرت لاحقًا أحكام إضافية وصل مجموعها إلى 22 عامًا من السجن، قبل أن يعلن تسليمه نفسه أمس، لبدء فصول جديدة في ملفه القضائي.
محاولات العودة إلى الحياة الطبيعية
بعد سنوات من الصمت، عاد فضل شاكر للظهور إعلاميًا عام 2017 عبر مقابلة على قناة LBCI اللبنانية، حليق الذقن، معلنًا ندمه ورغبته في «العودة إلى الحياة الطبيعية».
أكد خلال اللقاء أنه لم يشارك في معارك عبرا، وأن علاقته بالأسير «كانت سيئة جدًا قبل الأحداث»، متمنيًا أن يسامحه الناس بعد تشوه صورته.
في عام 2018، أطل مجددًا عبر برنامج وثائقي على قناة الجديد بعنوان «حكاية طويلة»، معلنًا عودته للفن عبر أغنية «ليه الجرح» التي حققت انتشارًا واسعًا، مؤكدًا أنه يريد فتح صفحة جديدة بعيدًا عن السياسة.
لاحقًا، اختارته شركة العدل جروب لغناء تتر مسلسل «لدينا أقوال أخرى» للنجمة يسرا، إلا أن صوته أُزيل من التتر بعد حملة اعتراض واسعة على خلفية ماضيه مع الجماعات المسلحة.
أزمات عائلية وظلال قانونية
لم تتوقف أزمات فضل شاكر عند حد السياسة أو الفن، إذ واجه أيضًا توترًا في حياته العائلية. ففي أكتوبر الماضي، منع نجله الفنان محمد شاكر والده من حضور حفل زفافه في بيروت، خوفًا من ملاحقته أمنيًا، مكتفيًا بعرض أغنية مسجلة بصوت والده خلال الزفاف.
كما واجه فضل شاكر دعوى مدنية من رئيس بلدية حارة صيدا عام 2013، قبل أن يحصل على براءة جزئية منها عام 2018، دون أن يشمل ذلك القضايا العسكرية المرفوعة ضده.