المجلس الأعلى للآثار يكشف تفاصيل ترميم وتطوير مقبرة امنحتب الثالث بالأقصر

قال الدكتور محمد إسماعيل خالد، إن مقبرة الملك أمنحتب الثالث تُعد من أهم وأبرز المقابر في وادي الملوك، معربًا عن سعادته البالغة بانتهاء مشروع ترميمها، واحتفال اليوم بإعادة افتتاحها من جديد إضافة متميزة إلى مقابر وادي الملوك بوجه خاص، وإلى المقصد السياحي المصري بوجه عام لاسيما منتج السياحة الثقافية.
جاء ذلك على هامش افتتاح، شريف فتحي وزير السياحة والآثار، مقبرة الملك امنحتب الثالث بمنطقة وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، بمرافقة الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور هشام أبو زيد نائب محافظ الأقصر، والدكتورة نوريا سانز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة.
وكان نيوز رووم قد انفرد بنشر تفاصيل الافتتاح والترميم منذ عدة أيام للاطلاع على الموضوع عبر اللينك التالي
شراكة مثمرة
وتوجّه بالشكر والتقدير إلى جميع الأثريين والمرممين بالمجلس الأعلى للآثار الذين شاركوا في أعمال الترميم، وإلى الجانب الياباني واليونسكو على الشراكة المثمرة، مؤكّدًا على أن هذا التعاون يجسّد شغفًا حقيقيًا بالآثار المصرية وحرصًا على صونها وتعزيز مكانتها عالميًا.
فيما استعرضت الدكتورة نوريا سانز مراحل العمل بالمشروع، معربة عن سعادتها كون اليونسكو جزءا من هذا الانجاز.
وأشارت إلى أن اليوم يعد احتفالا بالعديد من الانجازات منها الشراكة بين اليونسكو ووزارة السياحة والآثار مممثلة في المجلس الأعلى للآثار والجانب الياباني في هذا المشروع، فضلا عن أعمال الدراسات والابحاث حول المقبرة ونقوشها بما ساهم في معرفة المزيد حول المقبرة، وكذلك الاحتفال بالملك امنحتب الثالث والذي يعد أحد أهم وأعظم ملوك مصر القديمة.
مشروع حفظ اللوحات الجدارية
وقد تم تنفيذ مشروع حفظ اللوحات الجدارية لمقبرة الملك أمنحتب الثالث على ثلاث مراحل متتالية، انطلقت المرحلة الأولى منه بين عامي 2001 و2004، تلتها المرحلة الثانية خلال الفترة من عامي 2010 إلى 2012، وصولاً إلى المرحلة الثالثة التي انطلقت عام 2023 واستمرت حتى 2024.
وقد شارك في تنفيذ المشروع فريق دولي من خبراء الترميم المصريين والإيطاليين واليابانيين، حيث أسهم هذا التعاون في إحداث نقلة نوعية على مستوى أعمال الحفظ والترميم داخل المقبرة الملكية.
كما ساهم في أعمال الترميم خبراء في في ترميم الأحجار وحفظ اللوحات الجدارية والهندسة المعمارية والمدنية ومراقبة الصخور والمسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، وعلماء المصريات.
وقد شملت الأعمال خلال المرحلتين الأولى والثانية صيانة وترميم الرسوم الجدارية الفريدة التي تزين جدران وأعمدة وأسقف غرف المقبرة (E وI وJ)، إلى جانب إنجاز تقدم كبير في ترميم غطاء تابوت الملك المصنوع من الجرانيت الأحمر. وتم بنجاح تجميع أكثر من 200 قطعة من الغطاء، واستكمال أعمال تنظيف سطحه، ثم تثبيته على قاعدة معدنية لتقديمه بصورة تليق بمكانته التاريخية. كما شملت أعمال الترميم رفع كفاءة السلالم المؤدية للمقبرة ونظام الإضاءة بها.
لوحات تعريفية وتفسيرية
كما تم تزويد مدخل المقبرة بلوحات تعريفية وتفسيرية تتيح للزائرين التعرف على تاريخ المقبرة وصاحبها، إلى جانب استعراض أبرز أعمال الترميم التي نُفذت، فضلاً عن عرض مخطط عام للمقبرة من الداخل بما يسهم في إرشاد الزوار وتقديم تجربة معرفية متكاملة.
ويعد هذا المشروع نموذجاً رائداً للتعاون الدولي في مجال صون التراث الثقافي، وامتداداً للجهود المشتركة التي تعكس التزام مصر وشركائها الدوليين بالحفاظ على كنوز الحضارة المصرية العريقة للأجيال القادمة، مثمنا الجهود المبذول لترميم المقبرة ونقوشها التي استردت رونقها الأصلي.