لا تبطل في هذه الحالة.. الإفتاء توضح تأثير النعاس على الوضوء والصلاة

في ظل تساؤلات متكررة من المصلين حول حكم النوم الخفيف أثناء الصلاة ومدى تأثيره على الطهارة والصلاة، خاصة في أوقات الإرهاق أو بعد يوم عمل طويل، تلقّت دار الإفتاء المصرية استفسارًا حول ما إذا كان النعاس أثناء الصلاة يُبطل الوضوء أو الصلاة.
وفي ردّها، أوضحت الدار أن هذه الحالة شائعة، وقد عالجها الفقه الإسلامي بتفصيل دقيق، مبينة أن النعاس أو النوم اليسير لا يؤثر على صحة الوضوء ولا يُبطل الصلاة، ما دام المصلي لم يفقد إدراكه أو يستغرق في نوم عميق.
تأثير النعاس على الوضوء والصلاة
أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى شرعية بشأن ما يطرأ على بعض المصلين من غلبة النعاس أثناء الصلاة، مؤكدةً أن النعاس لا يُبطل الصلاة ولا ينقض الوضوء، ما دام الإنسان لا يفقد إدراكه ولا يستغرق في نوم عميق.
وقالت الدار، في بيان لها اليوم، إن النعاس يُعد أول درجات النوم، ويصيب الإنسان بفتور خفيف دون أن يصل إلى غياب الوعي أو فقدان الإحساس، وبالتالي لا يُعد ناقضًا للوضوء ولا مبطلًا للصلاة، وفق ما قرره جمهور الفقهاء من مختلف المذاهب الإسلامية.
وأوضحت الدار أن الذي يُبطل الوضوء ويؤثر على صحة الصلاة هو النوم العميق أو المستغرق، الذي يذهب معه الشعور والإدراك، حيث يُحتمل حينها أن يحدث الحدث الناقض للوضوء دون أن يشعر الإنسان. أما إذا ظل الإنسان مدركًا لما حوله – كأن يسمع الأصوات أو يشعر بسقوط شيء من يده – فلا يُعتبر نائمًا نومًا ناقضًا.
واستشهدت دار الإفتاء بعدد من الأحاديث النبوية، من بينها ما رواه البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه». مشيرة إلى أن هذا الحديث يدل على أن النعاس الخفيف لا ينقض الوضوء، وإنما يُستحب التوقف عن الصلاة في حال غلبة النوم الكامل.
كما بيّنت الدار أن العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية، كالحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، متفقون على أن النعاس لا يعد ناقضًا، ونقلت عن الإمام ابن حجر العسقلاني قوله: "أجمعوا على أن النوم القليل لا ينقض الوضوء".
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن اليقظة والخشوع في الصلاة من آداب العبادة، لكن وجود النعاس الخفيف لا يفسدها ولا يؤثر على طهارة المتوضئ، ما لم يغب العقل أو تفقد الحواس.