عاجل

هل يجوز تأخير الصلاة لحضور المحاضرات إذا وُجد متسع في الوقت؟

محاضرة بالجامعة
محاضرة بالجامعة

مع انطلاق العام الجامعي الجديد وعودة الطلاب إلى قاعات المحاضرات، تتجدد بعض التساؤلات المرتبطة بتنظيم الوقت بين الدراسة وأداء العبادات، وفي مقدمتها الصلاة، خاصة مع تداخل أوقات بعض المحاضرات مع مواعيد الأذان.

ويواجه كثير من الطلاب والأساتذة مواقف حساسة في هذا السياق، حين يتزامن موعد المحاضرة مع دخول وقت الصلاة، ويتردد السؤال: هل يجوز للطالب أو الأستاذ تأخير الصلاة حتى نهاية المحاضرة؟ وهل يُعد ذلك تفريطًا في حق الله؟

ردًّا على هذه التساؤلات، أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية الحكم الشرعي لهذه الحالات، مؤكدة أن الشريعة الإسلامية جاءت بالتيسير، وأنه يمكن التوفيق بين الدراسة والصلاة دون تعارض، بشرط الالتزام بحدود الوقت الشرعي لكل فريضة.

هل يجوز تأخير الصلاة لحضور المحاضرة؟

أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من تأخير الصلاة عن أول وقتها عند وجود عذر معتبر، مثل حضور المحاضرات الدراسية التي يَصعُب ضبط جدولها على مواعيد الأذان، ما دام يُمكن أداء الصلاة في وقتها بعد انتهاء المحاضرة.

جاء ذلك ردًّا على سؤال أحد المحاضرين الجامعيين، الذي ذكر فيه أن بعض الطلبة يصرون على مغادرة المحاضرة عند الأذان مباشرة لأداء الصلاة، رغم وجود متسع لأدائها بعد المحاضرة، مما يُحدث بلبلة داخل القاعة ويؤثر على سير العملية التعليمية.

وقالت الدار: "إذا كان هناك متسع من الوقت بعد المحاضرة لأداء الصلاة في وقتها، فلا مانع شرعًا من تأجيلها، لأن وقت الصلاة يمتد – بحسب كل فريضة – لعدة ساعات، ولا يُشترط أداؤها فور الأذان"، مشيرةً إلى أن الأذان يُعلن دخول وقت الصلاة، لكنه لا يُلزم بأدائها فورًا ما دام العذر موجودًا، وخصوصًا إذا تعلق الأمر بطلب العلم، وهو من العبادات ذات الشأن العظيم في الإسلام.

وأضافت دار الإفتاء: "أما إذا كانت المحاضرة تستغرق وقت الصلاة كله ولا تسمح بأدائها قبل انتهائها، فيجب على المحاضر تخصيص وقت داخل المحاضرة للصلاة"، مؤكدة أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا يجوز التفريط في الصلاة حتى يخرج وقتها.

وفي ذات السياق، أوضحت الدار أن الطالب إذا كان حضوره للمحاضرة بنية التعلم ابتغاء وجه الله، فإنه في عبادة، ولا يفوته ثواب الصلاة في أول وقتها، خاصة إذا صلّاها بعد المحاضرة داخل وقتها، مع نية الجمع بين طلب العلم وأداء الفريضة.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على ضرورة التوازن بين احترام النظام الدراسي والحرص على أداء الصلاة في وقتها الشرعي، مشددة على أهمية الهدوء والاحترام المتبادل في القاعات الدراسية، وعدم إثارة الفوضى أو فرض الرأي بطريقة تسيء إلى قدسية الصلاة أو مكانة العلم.

تم نسخ الرابط