عاجل

وقف دائم للحرب أم مؤقت.. إلى أين تتجه خطة ترامب بشأن غزة بعد موافقة حماس؟

حماس ونتنياهو
حماس ونتنياهو

قالت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، إن موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة تمثل تحولاً كبيراً في المشهد السياسي الفلسطيني، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن ما جرى لا يعني بالضرورة نهاية الحرب، بل هو بداية مرحلة تفاوضية معقدة، محكومة بالكثير من التفاصيل والمصالح الإقليمية والدولية.

وأوضحت الدكتورة تمارا حداد، في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن رد حماس الإيجابي قابله ترحيب من الرئيس دونالد ترامب، لكن بالمقابل، جاءت تصريحات مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتكشف نوايا مغايرة، حيث بدا واضحاً أن إسرائيل تسعى لتنفيذ المرحلة الأولى فقط من الخطة، والتي تتعلق بإخراج الرهائن، دون التزام واضح بالمراحل التالية.

وأضافت أن إسرائيل انتقلت من معادلة استراتيجية التفاوت تحت النار، والتي كانت تقوم على استخدام الضغط الميداني المكثف في قطاع غزة، إلى "منظومة دفاعية" تسمح لها بتنفيذ ضربات استباقية وعمليات محدودة داخل القطاع، مع إبقاء اليد العسكرية طليقة في تنفيذ ما تسميه "الدخول والخروج بـ حرية"، مؤكدة أن هذا التحول يعني أن إسرائيل بعد تسليم الرهائن ستكون أكثر راحة في استمرار عملياتها العسكرية، وليس العكس.

نتنياهو وحركة حماس
نتنياهو وحركة حماس

تمارا حداد: التنسيق الفلسطيني العربي ضرورة لفرملة التصعيد

وأشارت حداد إلى أن فرملة أي عودة للعمليات العسكرية العنيفة من قبل إسرائيل، لا يمكن أن تتم إلا عبر تنسيق مشترك بين الجانب الفلسطيني والعربي، خاصة إذا ما سلّمت حماس فعليًا المشهد السياسي والأمني في القطاع لهيئة مستقلة من التكنوقراط، لكنها شددت على ضرورة أن تكون هذه الهيئة مرتبطة بالسلطة الفلسطينية في رام الله، لتجنب تكريس الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وحتى لا تتحول الهيئة نفسها إلى أداة فصل سياسي يُستغل لضرب وحدة الأرض الفلسطينية.

وأكدت الباحثة الفلسطينية أن من المهم أن تربط هذه الهيئة بمرجعية وطنية فلسطينية واضحة، لأن الانفصال السياسي بين الضفة والقطاع سيكون خطوة خطيرة تصب في مصلحة من يسعى لتصفية القضية الفلسطينية، وعلى رأسهم نتنياهو، الذي يعمل على تقليص القضية إلى مجرد "امتيازات اقتصادية"، دون أي حقوق سياسية للفلسطينيين، في محاولة لإلغاء أي مسار سياسي وطني فلسطيني مستقبلي.

هيكل الشرق الأوسط الجديد والمشروع الأمريكي الإسرائيلي

وأضافت الدكتورة تمارا حداد أن ما يجري في غزة اليوم ليس معزولاً عن إعادة تشكيل هيكلية الشرق الأوسط، في ظل بناء شرق أوسط جديد، تتحول فيه العلاقات من كونها سياسية إلى اقتصادية واستثمارية وتجارية، لا سيما في مجالات الطاقة والنقل.

وأشارت إلى أن هناك شركات تركية وسعودية تعمل حاليًا على رسم خطوط تجارية جديدة، تهدف في جوهرها إلى تقليص النفوذ الصيني في المنطقة، لافتة إلى أن إسرائيل ستكون الطرف المهيمن في هذه المعادلة، بينما تظل الولايات المتحدة الأمريكية على رأس الهرم في هذا النظام الإقليمي الجديد.

تمارا حداد: إيران ستظل محورًا حساسًا في هذا التوازن

وأكدت من أن إيران ستظل محورًا حساسًا في هذا التوازن، حيث قد تشهد المنطقة صدامًا عسكريًا معها، سواء في لبنان أو غيره، إلا إذا تم احتواء إيران عبر المسار السياسي، خصوصًا في ملفها النووي، رغم تشكيكها في إمكانية نجاح هذا السيناريو.

الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية
الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية

المرحلة القادمة..  تفاوض معقد لا نهاية الصراع

وأدرفت الدكتورة تمارا حداد  أن ما يجري ليس نهاية الحرب، بل بداية لهدوء مؤقت وحرب من نوع آخر  تفاوضية ومعقدة تتطلب من العرب والفلسطينيين تحمّل مسؤولياتهم كاملة في إدارة المسار التفاوضي بحكمة.

واختتمت الدكتورة تمارا حداد الباحثة السياسية الفلسطينية قولها: "صحيح أن حماس وافقت على إخراج الرهائن وتسليم الحكم، لكن ذلك لا يعني أن الأمور انتهت، بل نحن أمام بداية نقاش طويل حول قضايا جوهرية لا تزال بحاجة إلى تفاهمات واضحة، وهو ما يتطلب موقفًا فلسطينيًا وعربيًا موحدًا يحفظ الثوابت الوطنية الفلسطينية ويمنع تصفية القضية تحت غطاء السلام".

تم نسخ الرابط