مدير عام رى القناطر الخيرية: الوضع آمن والمناسيب طبيعية تزامنا مع دخول الشتاء

تزامنا مع ارتفاع منسوب مياة النيل وتحذيرات الحكومة لمناطق طرح النهر، أكد المهندس خالد أحمد، مدير عام رى القناطر الخيرية، أن الأوضاع مستقرة وآمنة في القناطر الخيرية.
موضحا أن بوابات المياه بالقناطر تتحكم في كميات المياه التي تغذي الزمامات الزراعية والأراضي بمياه الري، وكذلك محطات مياه الشرب بالوجه البحري لما يقارب 15 محافظة، عبر فرعي دمياط ورشيد.
وأشار مدير رى القناطر الخيرية إلى أن المناسيب الحالية تعد طبيعية وآمنة، وهي ذاتها التي يتم إطلاقها في مثل هذا الوقت من كل عام، تزامنا مع حلول فصل الشتاء وانخفاض الطلب على المياه مقارنة بفصل الصيف.
وأضاف أن مشهد الشلالات بالقناطر طبيعي طوال العام بنفس كميات المياه، لافتا إلى أن فرع رشيد يستوعب كميات أكبر من المياه مقارنة بفرع دمياط، إلا أن بعض التأثر يحدث نتيجة وجود تعديات ومخالفات على أراضي طرح النهر بزمامات القليوبية والمنوفية والبحيرة على فرع رشيد.
وأوضح أن التأثر في القليوبية اقتصر فقط على مساحات محدودة خلف فرع رشيد بعد بوابات القناطر بمسافة 3 كيلومترات، حيث تعرضت منطقة عزبة الأهالي للغمر بالمياه، مؤكدا في الوقت ذاته أن الوضع آمن، وأن الأمور ستشهد تحسنا خلال الأيام المقبلة.
من جانبه أكد الدكتور صابر أمين سيد دسوقي، أستاذ الجيومورفولوجيا بكلية الآداب جامعة بنها، أن السد العالي يعد من أعظم وأضخم المشاريع الهندسية المقامة على نهر النيل، موضحا أنه يقع على بعد 7 كيلومترات جنوب مدينة أسوان ويمثل صمام أمان لمصر في مواجهة تقلبات النهر والفيضانات.
وأشار إلى أن السد يمتد بطول 3600 متر، منها 520 مترًا بين ضفتي النهر، و2325 مترًا على الضفة الشرقية، و755 مترًا على الضفة الغربية. ويبلغ ارتفاعه 111 مترًا فوق قاع النهر، فيما يصل عرضه عند القاعدة إلى 980 مترًا، ويتدرج ليصل إلى 40 مترًا فقط عند القمة.
وأضاف أن بحيرة ناصر هى أكبر بحيرة صناعية في العالم وهى قادرة على تخزين نحو 162 مليار متر مكعب من المياه، موزعة إلى 31 مليار متر مكعب تخزين ميت، و90 مليار متر مكعب تخزين حي، و41 مليار متر مكعب تخزين طوارئ. ويضمن السد العالي تصريفًا سنويًا ثابتًا يبلغ 84 مليار متر مكعب من المياه، تحصل مصر منها على 55.5 مليار متر مكعب، والسودان على 18.5 مليار متر مكعب، بينما يُفقد نحو 10 مليارات بالتبخر والتسرب.
وحول أزمة الفيضانات الأخيرة، أوضح الدكتور صابر أن إثيوبيا بدأت خلال سبتمبر 2025 تصريف المياه من سد النهضة بعد امتلاء خزانه، وهو ما تزامن مع أمطار غزيرة، فأدى إلى ارتفاع مناسيب النيل بشكل ملحوظ في السودان، وحدوث فيضانات واسعة تسببت في تشريد آلاف المواطنين وإلحاق أضرار بالمزارع والبنية التحتية.
وفي مصر، اتخذت الحكومة إجراءات استباقية شملت تحذيرات بإخلاء بعض الأراضي الزراعية القريبة من مجرى النهر في محافظات الدلتا، خاصة في المنوفية والبحيرة، وذلك لتفادي أي مخاطر قد تنجم عن ارتفاع المنسوب.
وشدد الدكتور صابر على أن الحكومة المصرية جاهزة لفتح المصارف والتعامل مع أي مساكن معرضة للغرق، داعيًا المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات، لافتًا إلى أن وزارة الموارد المائية والري نجحت بالفعل في إدارة تصريفات النيل وتحقيق استقرار نسبي في التدفقات إلى بحيرة ناصر وخزانات السد العالي.
وأوضح أن مفيض توشكى يمثل أحد أهم الحلول الإستراتيجية لصرف المياه الزائدة في بحيرة ناصر عند تجاوز منسوبها 178 مترًا، حيث تستوعب بحيرات توشكى نحو 53 مليار متر مكعب إضافية، ما يجعل الموقف المائي في مصر آمنًا حتى في ظل موجات فيضانية غير متوقعة.
واختتم الدكتور صابر بالتأكيد على أن السد العالي ومفيض توشكى هما الضمانة الأساسية لمصر في مواجهة أي موجات فيضانية مستقبلية، مشيرًا إلى أن المصريين يثقون بقدرة دولتهم على حماية الأرض والسكان مهما كانت التغيرات المناخية أو ارتفاع مناسيب النيل.