جنات تخلّد زياد الرحباني بأغنية "كيفك إنت"… رسالة وفاء للموسيقى العربية|فيديو

في لحظة مليئة بالمشاعر والوفاء للفن الراقي، حرصت النجمة جنات على تكريم الموسيقار اللبناني الكبير زياد الرحباني عبر أداء أغنية "كيفك إنت"، التي كتب لحنها، والتي ارتبطت بصوت والدته الفنانة الكبيرة فيروز، المعروفة بلقب "جارة القمر".
وتأتي هذه المبادرة ضمن لقاء مميز جمعها مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم" على قناة ON، حيث تناول الحديث جوانب فنية وشخصية من حياة زياد الرحباني وتأثيره العميق على جمهور العالم العربي.
أغنية وفاء ومحبة
وأهدت جنات أغنية "كيفك إنت" إلى روح زياد الرحباني، معبرة عن تقديرها الكبير لمسيرته الفنية التي أثرت وجدان الملايين لعقود طويلة. وأوضحت الفنانة أن اختيار هذه الأغنية تحديدًا لم يكن مصادفة، بل يأتي كنوع من التحية لرمز موسيقي استطاع أن يمزج بين الإبداع الموسيقي والبعد الإنساني في أعماله، مما جعله أيقونة حقيقية في تاريخ الموسيقى العربية.
وتابعت جنات حديثها قائلة إن أعمال زياد الرحباني لم تكن مجرد أغاني، بل كانت دروسًا في كيفية مزج الفن بالرسالة الإنسانية، مؤكدة أن تأثيره على جيلها كان واضحًا من حيث الطموح الفني والقدرة على نقل المشاعر بصدق وبساطة.
وأضافت أن الاستماع إلى ألحان زياد يذكّر دائمًا بالقدرة على الابتكار وخلق صوت عربي أصيل يحمل معاني عميقة، وهي تجربة تتمنى أن ينقلها لجمهورها دائمًا من خلال أدائها.
ردود الفعل على رحيل زياد الرحباني
ومن جانبها، علّقت الإعلامية منى الشاذلي على وفاة زياد الرحباني، معتبرة أن رحيله خلف حزنًا عميقًا في نفوس ملايين الناس وقالت الشاذلي: "رحيل زياد كشف عن مدى الحب الذي يكنّه الناس له ولم نكن دائمًا ندرك هذا الحب الكبير، لأنه كان يتركز في أعماله الفنية ومنتجاته، خصوصًا إنتاجه لفيروز". وأضافت أن رحيله جعل الكثيرين يعيدون اكتشاف عبقرية الموسيقار اللبناني، حيث أصبح الجمهور أكثر وعيًا بالجمع الفريد بين الإبداع الموسيقي والعمق الإنساني الذي ميز أعماله.
وأكدت الشاذلي أن زياد الرحباني لم يكن مجرد منتج موسيقي أو ملحن، بل كان شخصية متعددة الأبعاد، جمعت بين الحداثة والتقاليد، وبين الفن والمجتمع، مما جعله قادرًا على لمس القلوب والتأثير في الثقافة العربية بطرق غير مباشرة لكنها قوية جدًا.
إرث موسيقي خالد
ولا يخفى على أحد أن زياد الرحباني ترك إرثًا فنيًا لا يُقدّر بثمن، حيث تنوعت أعماله بين المسرح والموسيقى والغناء، وقدم رؤية فنية متكاملة جمع فيها بين الإبداع الفني والمضمون الثقافي والاجتماعي. ويعتبر هذا الإرث مصدر إلهام للعديد من الفنانين الشباب في لبنان وخارجها، الذين يرون في زياد مثالًا على الجرأة الفنية والتميز الموسيقي.
من جهة أخرى، أضافت جنات أن الأداء الذي قدمته لأغنية "كيفك إنت" لم يكن مجرد غناء، بل محاولة لإحياء روح زياد الرحباني الفنية، وإظهار كيف يمكن للموسيقى أن تكون رسالة محبة وتقدير، وأن تصل إلى القلوب مباشرة دون الحاجة إلى كلمات إضافية.
الفن كجسر للتواصل العاطفي
وأشار النقاش بين جنات ومنى الشاذلي إلى قدرة الموسيقى على خلق جسر تواصل بين الأجيال، حيث إن أغاني زياد الرحباني تبقى صالحة للزمن كله، وتستطيع أن تصل إلى الشباب كما تصل إلى الكبار، بفضل بساطتها العاطفية وعمقها الفني. وأضافت جنات أن هذه القوة في الفن هي ما يجعل زياد أسطورة حقيقية، فقد استطاع أن يمزج بين الطرب الكلاسيكي والروح المعاصرة بطريقة سلسة ومؤثرة.
واختتمت الفنانة حديثها بالتأكيد على أن تكريم زياد الرحباني ليس مجرد حدث فني عابر، بل هو واجب تجاه من أسهم في إثراء المشهد الموسيقي العربي، وترك إرثًا غنيًا يظل حاضرًا في وجدان الناس لأجيال قادمة. كما شددت على أن الأغنية التي اختارتها لم تكن اختيارًا شخصيًا فقط، بل رسالة لجميع محبي الموسيقى، لتذكيرهم بأن الفن الحقيقي لا يموت، بل يبقى خالدًا في القلوب والعقول.