وزير الري الأسبق: طرح النهر جزء من مجرى النيل وليس أرضًا صالحة للبناء

أكد الدكتور حسام مغاوري، وزير الموارد المائية والري الأسبق، أن ما يُعرف بـ"طرح النهر" هو جزء أصيل من مجرى النيل، يظهر عندما تنحسر المياه في بعض المواسم، فتظهر مساحات من الأراضي الطينية على جانبي النهر وهذه الأراضي، على الرغم من إغراء خصوبتها، ليست مخصصة للزراعة أو البناء، بل تظل تابعة لمجرى النهر الطبيعي، وأي استغلال لها يعتبر تعديًا صريحًا على القانون.
وأضاف مغاوري خلال مداخلة لقناة إكسترا نيوز، أن بعض الأهالي يلجؤون إلى زراعة تلك المساحات أو حتى إقامة منشآت عليها، وهو ما يمثل خطورة بيئية وقانونية في آن واحد، مشيرًا إلى أن وزارة الري تقوم بحملات متكررة ودورية لإزالة تلك المخالفات وردع التعديات على حرم النهر.
حملات الري والتأكيد على التعليمات
وأوضح وزير الري الأسبق أن حماية حرم النيل تمثل أولوية قصوى للدولة، وأن الالتزام بعدم الاقتراب من هذه المناطق يضمن للمواطنين الأمان الكامل من أي مخاطر محتملة. وشدد على أن بُعد المواطنين عن طرح النهر، مع الالتزام بتعليمات وزارة الري، يجعل البلاد بعيدة عن أي أضرار أو مشكلات قد تنشأ نتيجة ارتفاع مناسيب المياه أو تدفقها المفاجئ.
مقارنة بين الوضع في مصر والسودان
وعن الوضع في دول الجوار، أكد الدكتور حسام مغاوري أنه لا مجال للمقارنة بين ما شهدته السودان من فيضانات مدمرة خلال السنوات الأخيرة وبين ما يجري في مصر. فبفضل البنية المائية القوية التي تمتلكها الدولة المصرية، وعلى رأسها السد العالي، باتت مصر في مأمن من سيناريوهات مماثلة.
وأشار إلى أن ما تتعرض له السودان ناتج عن طبيعة جغرافية مختلفة وعدم وجود سدود استراتيجية قوية مثلما هو الحال في مصر. ومن هنا يظهر بوضوح الفارق بين البلدين في مواجهة مخاطر الفيضانات.
السد العالي.. حامي مصر في الجفاف والفيضان
لفت وزير الري الأسبق إلى أن السد العالي لعب، ولا يزال، دور الدرع الواقي لمصر على مدار عقود، حيث نجح في حماية البلاد من سنوات الجفاف الطويلة، كما وفر الحماية في أوقات الفيضانات العارمة. وأكد أن هذه المنشأة العملاقة تعد واحدة من أعظم إنجازات القرن الماضي، إذ وفرت استقرارًا مائيًا واستراتيجيًا لمصر.
رحلة المياه من سد النهضة إلى مصر
وتطرق مغاوري إلى ملف سد النهضة، موضحًا أن رحلة المياه من السد الإثيوبي حتى وصولها إلى الحدود المصرية تستغرق نحو 26 يومًا. هذه الفترة الزمنية، على حد قوله، تمنح مصر فرصة كافية لاتخاذ كل الاحتياطات والإجراءات اللازمة لتصريف المياه وضبط المنسوب بما يحمي الأراضي الزراعية والمناطق السكنية.
رسائل طمأنة للمواطنين
واختتم وزير الري الأسبق حديثه برسالة طمأنة للمواطنين، مؤكدًا أن مصر لن تواجه أية أضرار من تدفقات المياه طالما التزم الجميع بتعليمات وزارة الري ولم يتعدوا على حرم النيل أو أراضي طرح النهر. وأشار إلى أن الدولة تتابع عن كثب كافة التطورات المائية، سواء داخل مصر أو على مستوى حوض النيل، لضمان استمرار الأمن المائي والاستقرار البيئي.