بسمة وهبة: غياب مخاطبة جيل «زد» يترك الشباب فريسة للعالم الافتراضي

أعربت الإعلامية بسمة وهبة عن قلقها من ضعف حضور المؤسسات الرسمية في مخاطبة جيل «الجينيريشن زد»، مشيرةً إلى أن هذه الفئة العمرية تمثل قاعدة الشباب الأوسع في المجتمع، لكنها لا تجد رسائل مباشرة تعكس اهتماماتها أو تطلعاتها.
وخلال تقديمها برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، تساءلت وهبة عن أسباب غياب المبادرات الإعلامية والفنية والثقافية التي تركز على هذا الجيل، مؤكدة أن قلة هذه المواد تجعل الشباب أكثر عرضة للانجذاب إلى عوالم افتراضية بديلة، لا تراعي بالضرورة قيم المجتمع ولا أولوياته.
منصات دينية وثقافية لم تصل
وأضافت بسمة وهبة، أن بعض الوزارات حاولت بذل جهود حقيقية، مثل وزارة الأوقاف التي أطلقت منصات إلكترونية للتواصل الديني والتوعوي، إلا أن هذه المنصات لم تتمكن من الوصول إلى الشباب بالشكل المطلوب، لخلل في طريقة الإرسال أو قنوات التوزيع، مما جعلها تفقد تأثيرها.
وأشارت بسمة، إلى أن الأمر لا يقتصر على الأوقاف وحدها، بل يشمل أيضاً المؤسسات الثقافية والتعليمية، التي يُفترض أن تكون قادرة على احتضان طاقات الشباب، وتنمية مهاراتهم، وتقديم بدائل واقعية تغنيهم عن الاعتماد الكامل على المنصات الرقمية.
الحاجة إلى برامج تكتشف المواهب
وشددت بسمة وهبة، على أن المطلوب اليوم هو وجود برامج حقيقية تكتشف مواهب الجيل الجديد في مختلف المجالات، من التمثيل والرسم والتصوير إلى الأنيميشن والبرمجة ، مضيفة أن هذه المواهب بحاجة إلى بيئة حاضنة تدعمها وتوفر لها الفرص، بدلاً من أن تظل حبيسة الفراغ الرقمي.
ولفتت بسمة وهبة، إلى أن كثيرًا من المواهب الصغيرة تضيع لغياب منصات رسمية منظمة، بينما المنصات الرقمية تستقطبهم بسرعة وتفرض عليهم محتوى يفتقر أحيانًا للهوية والقيم الأصيلة.
نماذج واقعية بحاجة إلى دعم
واستشهدت بسمة وهبة، بمهرجانات شبابية قائمة بالفعل مثل مهرجان "فاميلي بارك"، حيث يعرض الشباب تجاربهم الفنية في التمثيل والتصوير والفنون البصرية والأنيميشن، موضحة أن هذه النماذج تثبت أن الشباب قادر على الإبداع، لكنهم يحتاجون فقط إلى الدعم والرعاية المؤسسية لتحويل مثل هذه المبادرات إلى منصات دائمة وفاعلة.
وأكدت أن التجارب الحالية تمثل نواة مهمة، لكن تطويرها يتطلب شراكة فعلية بين الدولة والمجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية، بما يضمن استمراريتها واتساع نطاقها.
دعوة لإعادة التفكير في الخطاب الموجه
وفي ختام حديثها، دعت بسمة وهبة المؤسسات الرسمية ووسائل الإعلام إلى إعادة النظر في خطابها الموجه للشباب، والبحث عن طرق جديدة أكثر قرباً من لغة الجيل، مؤكدة أن التنسيق بين الأسرة والمدرسة والدولة يعد ضرورة قصوى لإيجاد بيئة متكاملة تنمي الهوية وتعزز المهارات.
وحذرت من أن استمرار الفراغ الرقمي سيترك الشباب نهباً لعوالم افتراضية قد تُفقدهم ارتباطهم بمجتمعهم الحقيقي، مشددة على أن استثمار طاقات جيل «زد» هو السبيل الأمثل لبناء مستقبل أكثر استقرارًا ووعيًا.