الدكتور صابر امين أستاذ الجيومورفولوجيا بجامعة بنها : السد العالي صمام أمان

تزامنا مع ارتفاع منسوب مياة النيل وتحذيرات الحكومة لمناطق طرح النهر أكد الدكتور صابر أمين سيد دسوقي، أستاذ الجيومورفولوجيا بكلية الآداب جامعة بنها، أن السد العالي يعد من أهم وأضخم المشاريع الهندسية المقامة على نهر النيل في جنوب مصر، حيث يقع على بعد نحو 7 كيلومترات جنوب مدينة أسوان.
وأوضح أن السد يبلغ طوله الإجمالي 3600 متر، منها 520 مترًا بين ضفتي النهر، و2325 مترًا على الضفة الشرقية، و755 مترًا على الضفة الغربية. أما عن ارتفاعه فيصل إلى 111 مترا فوق قاع النهر، ويبلغ عرضه عند القاعدة 980 مترًا، بينما يقل تدريجيا ليصل إلى 40 مترا فقط عند القمة.
وأشار الدكتور صابر امين إلى أن أعلى منسوب لحجز المياه أمام بحيرة ناصر يبلغ 182 مترًا، وتصل السعة التخزينية للبحيرة إلى نحو 162 مليار متر مكعب موزعة بين 31 مليار متر مكعب تخزين ميت و90 مليار متر مكعب تخزين حي و41 مليار متر مكعب تخزين طوارئ. ويضمن السد العالي تصريفا سنويا ثابتا يقدر بـ 84 مليار متر مكعب من مياه النيل، تحصل مصر منها على 55.5 مليار متر مكعب، والسودان على 18.5 مليار متر مكعب، بينما يُفقد نحو 10 مليارات بالتبخر والتسرب.
حول تأثيرات سد النهضة والفيضانات الأخيرة قال الدكتور صابر امين انه خلال سبتمبر 2025 بدأت إثيوبيا تصريف المياه من سد النهضة بعد امتلاء خزانه، مما أثار مخاوف السودان من ارتفاع منسوب النيل، خاصة مع تزامن ذلك مع الأمطار الغزيرة، وهو ما أدى إلى فيضانات واسعة في عدة ولايات سودانية نتج عنها تشريد آلاف المواطنين وإلحاق أضرار بالزراعة والبنية التحتية.
أما في مصر، فقد شهدت تحركات حكومية استباقية، شملت تحذيرات خاصة بإخلاء بعض الأراضي القريبة من مجرى النهر في دلتا النيل، خصوصا في المنوفية والبحيرة لحماية الأراضي الزراعية ومراكز الاستقرار البشري.
وطمأن الدكتور صابر امين المواطنين بأن الحكومة المصرية جاهزة لفتح المصارف والتعامل مع أي مساكن معرضة للغرق.
مشددًا على ضرورة اتباع التعليمات الرسمية وعدم تداول الشائعات، إذ أن وزارة الموارد المائية والري نجحت في إدارة تصريفات النيل وتحقيق استقرار نسبي في التدفقات إلى خزانات السد العالي.
وأضاف أن مفيض توشكى يمثل أحد الحلول الإستراتيجية المهمة لصرف المياه الزائدة في بحيرة ناصر عند ارتفاع المنسوب فوق 178 مترًا، حيث تستوعب هذه البحيرات نحو 53 مليار متر مكعب، مما يجعل الموقف في مصر آمنًا.
واختتم الدكتور صابر امين بالتأكيد على أن السد العالي ومفيض توشكى هما الضمانة الأساسية لمصر في مواجهة أي موجات فيضانية مستقبلية.
مؤكدًا أن المصريين يملكون الثقة بأن دولتهم قادرة على حماية الأرض والسكان مهما كانت التغيرات المناخية أو ارتفاع مناسيب النيل.