هل العودة إلى الذنب مرة أخرى يغلق باب التوبة؟.. أزهري يوضح

أكد الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، أن من مداخل الشيطان الكبرى على الإنسان أن يُعظِّم في عينه الذنب ويُصغِّر أمامه رحمة الله، مشددًا على أن رحمة الله أوسع من كل الذنوب، وأن باب التوبة مفتوح لا يُغلق أبدًا ما دام العبد حيًّا.
حكم العودة إلى الذنب مرة أخرى
وأشار عبد الرازق إلى حديث ورد فيه أن حبيب بن الحارث جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “يا رسول الله، إني رجل مقراف للذنوب”، فقال له النبي: “فتُب إلى الله يا حبيب”، فقال: “إني أتوب ثم أعود”، فقال له النبي: “فكلما أذنبت فتب”، فقال: “إذا تكثر ذنوبي”، فقال له صلى الله عليه وسلم: “فعفو الله أكثر من ذنوبك يا حبيب بن الحارث”.
وأوضح أن الذنب لا ينبغي أن يكون سببًا في ترك الطاعات، بل على العبد أن يُكاثر سيئاته بالحسنات، مضيفًا: “لا تترك صلاة الجماعة التي اعتدت عليها بسبب ذنب ارتكبته، فقد تكون هي سبب النجاة، ولا تترك صدقة كنت تخرجها، ولا ركعتين من قيام الليل كنت تحافظ عليهما، فلعلها تكون سبيل العودة إلى الله”.
وشدد على أن الطريق إلى الله لا يُغلق أبدًا، وقال: “لو أن العبد أذنب ثم ترك الطاعات، فمن أي باب يعود إلى الله؟ لكن إن أكثر من الطاعات، غلبت حسناته سيئاته، وأصبح أرجى للقبول”.
وختم عبد الرازق بالتأكيد أن الحل يكمن في الإكثار من التوبة مهما تكرر الذنب، وعدم اليأس من رحمة الله، فالله تعالى يقول: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾
المال مش بالضرورة يكون نعمة.. رمضان عبدالرازق: العطاء ابتلاء والحرمان دواء
أكّد الشيخ رمضان عبد الرازق، عالم الأزهر الشريف وعضو اللجنة العليا للدعوة أن المال لا يُعد نعمة في ذاته، بل تتوقف حقيقته على طريقة استخدام الإنسان له، قائلاً:“لو ربنا رزق إنسان بمال كثير، فدا مش بالضرورة يكون نعمة، إنما النعمة الحقيقية تظهر في طريقة استخدامك لعطاء ربك، إن استخدمته فيما يرضي الله، وكنت من المحسنين إلى الفقراء والمساكين، فهذا توفيق ونعمة تستحق الشكر، أما إن كان المال سببًا في طغيانك وبغيك، فهنا يتحول إلى نقمة واختبار قد يُهلك الإنسان”.
وأضاف عبد الرازق خلال حديثه من برنامج “الناس يتساءلون “ المذاع من تقديم الإعلامية ”نانسي توفيق "على شاشة قناة المحور :“كذلك الأولاد.. لو اتقيت الله في تربيتهم، وعلمتهم الطاعة والخير، كنت شاكرًا على هذه النعمة، أما إن أهملت حقوقهم وظلمتهم، فأنت لم تؤدِ الأمانة، وتحولت النعمة إلى حجة عليك لا لك”.
وشدد على أن العطاء من الله ليس دليل محبة دائمًا، بل قد يكون ابتلاءً في صورة رزق وفير، يختبر الله به عبده، هل يشكر أم يكفر، هل يحسن أم يطغى. وقال: “العطاء ابتلاء.. والحرمان دواء”.
واستشهد بقوله تعالى: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا﴾ [الحجرات: 17]، موضحًا أن بعض الناس إذا أعطى تصدق وتباهى، وراح يذكّر الفقير بفضله، وهنا يحذر الدكتور عبد الرازق: “إياك والمنّ والأذى.. لا تُبطل صدقتك، فالله هو الرازق وأنت مجرد وسيلة. الله سترك وأعانك وجبر خاطرك، فكن عبدًا شاكرًا لا متكبرًا”.
وختم حديثه بقوله:“أنت لست إلا مظهرًا، أما المصدر فهو الله، فاعمل بطاعة وحياء، فالله القادر ظهرت قدرته فيك، والله العظيم ظهرت عظمته عليك”