هل تؤثر أحداث المغرب على مباراة مصر وجيبوتي؟.. سيناريوهات مفتوحة قبل التصفيات

تسود حالة من القلق داخل الجهاز الفني لمنتخب مصر الوطني بقيادة حسام حسن، قبل أيام قليلة من المواجهة المرتقبة أمام منتخب جيبوتي، والمقرر أن تقام يوم الأربعاء المقبل ضمن منافسات الجولة التاسعة من تصفيات كأس العالم 2026، في الدار البيضاء المغربية.
القلق لا يرتبط فقط بأهمية المباراة وأثرها المباشر على مشوار الفراعنة في التصفيات، وإنما يرتبط أيضًا بالأحداث الجارية داخل المغرب، والتي دفعت اتحاد الكرة المصري إلى دراسة جميع السيناريوهات المحتملة، بما فيها نقل المباراة إلى بلد آخر أو حتى إقامتها بالقاهرة حال تعذر اللعب في المغرب.
اتصالات رسمية ومخاوف قائمة
وكشف مصدر مسؤول في اتحاد الكرة أن الاتصالات ما زالت قائمة مع السفارة المصرية في المغرب، حيث أكد الجانب المغربي حتى اللحظة عدم وجود ما يمنع سفر بعثتي المنتخبين الأول والثاني إلى الدار البيضاء. وأوضح المصدر أن "الأمور مستقرة حتى الآن، ولم نتلق أي إخطار رسمي بخصوص تعديل أو تأجيل المباريات، لكننا نتابع الموقف بدقة، وندرس جميع الاحتمالات تحسبًا لأي تطورات مفاجئة".
ويأتي ذلك بالتزامن مع متابعة الجهاز الفني بقيادة حسام حسن لتفاصيل المعسكر الإعدادي، الذي يشهد انضمام عدد من اللاعبين المحترفين من أجل رفع مستوى الجاهزية الفنية والبدنية استعدادًا لموقعة جيبوتي الحاسمة.
خلفية الأحداث في المغرب
تشهد عدة مدن مغربية خلال الأيام الماضية احتجاجات شبابية واسعة تطالب بتحسين قطاعات التعليم والرعاية الصحية. وقد سجلت تقارير محلية مواجهات محدودة بين المتظاهرين وقوات الأمن في مدن مثل الرباط والدار البيضاء وآيت عميرة ووجدة وتيزنيت.
وتقود هذه التحركات مجموعة شبابية تُطلق على نفسها اسم "جيل زد 212"، في إشارة إلى جيل الشباب الذي يسعى لفرض أجندة اجتماعية واقتصادية جديدة. ورغم التصاعد الملحوظ للاحتجاجات، فإن الائتلاف الحكومي المغربي أعلن استعداده لفتح قنوات حوار مباشرة مع الشباب من أجل احتواء الموقف.
مصير المنتخب الثاني في الميزان
في موازاة ذلك، يدرس اتحاد الكرة إمكانية إلغاء مباراتي المنتخب المصري الثاني، بقيادة حلمي طولان، أمام المغرب والبحرين يومي 9 و12 أكتوبر الجاري، والمقرر إقامتهما أيضًا على الأراضي المغربية، وذلك تحسبًا لأي مخاطر محتملة.
ويضع هذا السيناريو الجهاز الفني للمنتخب الثاني في موقف صعب، حيث كانت المباراتان الوديتان تمثلان اختبارًا مهمًا في إطار الإعداد لبطولة كأس العرب المقبلة.
سيناريوهات مفتوحة أمام اتحاد الكرة
يبدو أن اتحاد الكرة يسير بخطة "التحوط المزدوج"؛ ففي الوقت الذي يواصل فيه تجهيز المنتخب الأول لموقعة جيبوتي بالدار البيضاء، يضع في جعبته بدائل أخرى، تشمل:
إقامة المباراة في بلد إفريقي آخر حال حصول موافقة فيفا.
اللعب بالقاهرة إذا تعذر تأمين اللقاء في المغرب.
الإبقاء على الوضع الحالي في حال استمرار الاستقرار النسبي بالأراضي المغربية.
رغم القلق، تبقى الأمور حتى اللحظة تحت السيطرة، إذ لم يصدر أي قرار رسمي بتغيير مكان أو موعد المباريات. إلا أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة، ليس فقط على الصعيد الكروي، بل أيضًا في ما يتعلق بمدى تأثير الأحداث المغربية على التزامات الفراعنة القارية والدولية.