عار التكديس الرقمي..هل أنت مصاب بهذا المرض الذي يستهلك حياتك دون أن تشعر؟

في عصر التكنولوجيا لم تعد الفوضى مقتصرة على المنازل والخزائن بل امتدت إلى هواتفنا الذكية وأجهزة الكمبيوتر ويعتبرالتكديس الرقمي Digital Hoarding أصبح ظاهرة متنامية يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم وهو مرض خفي قد لا يظهر في العلن لكنه يترك أثر عميق على الصحة النفسية.
ما هو التكديس الرقمي؟
تعرفه خبيرة اضطرابات الاكتناز في بريطانيا جو كوك بأنه:“تراكم الملفات الرقمية إلى حد فقدان السيطرة، مما يؤدي إلى التوتر والإرهاق النفسي وعدم التنظيم”.
وتوضح أن الدافع وراء هذه العادة يتراوح بين الارتباط العاطفي بالملفات والخوف من فقدان معلومات مهمة، فيما يعرف بـ “الخوف من الفقدان” (FOMO).
تجربة شخصية تكشف المعاناة
الصحفية البريطانية كلوي هاميلتون روت معاناتها مع التكديس الرقمي إذ تحتفظ بـ:
أكثر من 26 ألف رسالة بريد إلكتروني غير مقروءة.
نحو 2,889 ملاحظة في تطبيق الملاحظات.
ما يزيد على 50 ألف صورة و6,000 مقطع فيديو على هاتفها.
تقول: “حتى مقطع فيديو عشوائي مدته ثانيتان لا أستطيع حذفه وفكرة التنظيف الرقمي تثير لدي القلق وكأنني سأفقد جزء من ذاكرتي”.
انتشار عالمي يثير القلق
69% من البريطانيين يعتبرون أنفسهم جامعين للملفات الرقمية.
ثلث الشباب بين 25 و34 عاما يعترفون بارتباطهم العاطفي بالفوضى الرقمية.
التكديس الرقمي والصحة النفسية
الخبراء يحذرون من أن هذه العادة ليست مجرد مساحة تخزين ممتلئة، بل قد ترتبط باضطرابات مثل:
الوسواس القهري (OCD).
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
وتؤكد الدراسات أن تراكم البيانات قد يؤدي إلى:
الشعور بالذنب والذعر عند محاولة الحذف.
فقدان الكفاءة في العمل.
زيادة معدلات الاكتئاب والقلق والإرهاق النفسي.
كيف تبدأ بالتخلص من الفوضى الرقمية؟
ينصح الخبراء بعدة خطوات عملية:
1. تخصيص وقت أسبوعي لإدارة البريد والصور.
2. إلغاء الاشتراك من القوائم البريدية غير المفيدة.
3. التصنيف والتأجيل للملفات المهمة بدل تكديسها.
4. التعامل مع العملية على أنها رحلة مستمرة، تمامًا مثل تنظيف المنزل.
ورغم صعوبة الأمر ترى كلوي أن مجرد حذف فيديو قصير من هاتفها كان بداية. تقول:“قد يبدو الأمر تافه، لكنه خطوة أولى نحو التحرر من عبء غير مرئي يستهلك وقتنا وصحتنا النفسية.”