عاجل

هند الضاوي: ترامب أساء لصورة البنتاجون أمام العالم

البنتاجون
البنتاجون

تناولت الإعلامية هند الضاوي، خلال تقديمها برنامج حديث القاهرة المذاع على قناة القاهرة والناس، العلاقة المتوترة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والبنتاجون، مؤكدة أن ترامب أضر بصورة المؤسسة العسكرية الأمريكية حين تعامل مع جنرالاتها بطريقة غير لائقة. ورأت الضاوي أن ذلك لم يكن مجرد خلاف عابر، بل جزء من صراع عميق مع ما يُعرف في الولايات المتحدة بـ"الدولة العميقة".

 

إساءة علنية للجنرالات

أوضحت الضاوي أن ترامب أساء إلى الصورة الذهنية العالمية التي طالما ارتبطت بالبنتاجون، باعتباره مؤسسة تحظى بالاحترام داخلياً وخارجياً. وقالت إن مشهد جمعه للجنرالات وتوبيخهم أمام الحضور والإعلام مثّل تجاوزاً غير مسبوق من رئيس أمريكي تجاه قادة المؤسسة العسكرية.


وأضافت أن هذه الواقعة لم تمر مرور الكرام، بل أحدثت صدمة داخل الأوساط العسكرية والسياسية، وكشفت عمق التوتر بين ترامب والدولة العميقة التي يُعد البنتاجون وتجمع الصناعات العسكرية ركيزتها الصلبة.

الدولة العميقة ومصالح السلاح

وأشارت الضاوي إلى أن الولايات المتحدة بُنيت على ما يُعرف بالدولة العميقة، وهي شبكة مصالح تضم وزارة الدفاع الأمريكية ومجمع الصناعات العسكرية الضخم. هذه المنظومة ليست مجرد مؤسسات إدارية، بل هي القوة التي تضمن بقاء الولايات المتحدة كقوة عظمى من خلال صفقات السلاح العملاقة ونفوذها الممتد عالمياً.
لكن ترامب، بحسب الضاوي، دخل في صدام مباشر مع هذه المؤسسات، واعتبرها عائقاً أمام رؤيته لسياسة "أمريكا أولاً"، التي سعت إلى تقليص التدخلات الخارجية والحد من النفوذ التقليدي لمؤسسة السلاح.

 

اتهامات بالمؤامرة

وتابعت الضاوي أن خطاب ترامب خلال حملاته الانتخابية اتسم بالهجوم المتكرر على الدولة العميقة، حيث كان يردد أن هذه المنظومة تسعى لإسقاطه وإجهاض مشروعه السياسي. واعتبر أن البنتاجون، إلى جانب الاستخبارات وبعض مؤسسات واشنطن، يشكلون جبهة موحدة ضده.
هذا الخطاب غذّى مشاعر التوتر وزاد من حدة الانقسام داخل الولايات المتحدة، حيث بدا أن الرئيس لا يثق في مؤسساته، ويعاملها بوصفها خصماً سياسياً، وهو أمر خطير على أي نظام ديمقراطي.

 

وزير دفاع بخلفية إعلامية

ولفتت الضاوي إلى أن اختيار ترامب وزير دفاع ذي خلفية إعلامية بدلاً من شخصية عسكرية تقليدية كان انعكاساً آخر على استهانته بالجنرالات ونفوذ المؤسسة العسكرية. هذا القرار، وفق قولها، أظهر أن ترامب لم يكن يرغب في وزير قوي بقدر ما كان يبحث عن شخصية يمكن السيطرة عليها.


ورأت أن هذه الخطوة اعتبرها البنتاجون استفزازاً مباشراً، حيث بدا وكأن الرئيس يسعى إلى تحجيم دور المؤسسة وتقليص نفوذها داخل إدارة القرار الأمريكي.

 

انعكاسات على صورة الولايات المتحدة

وأضافت الضاوي أن صدام ترامب مع البنتاجون لم ينعكس فقط على الداخل الأمريكي، بل أثّر أيضاً على صورة الولايات المتحدة أمام حلفائها وخصومها. فالعالم اعتاد على رؤية البنتاجون كمؤسسة مستقرة تقود السياسات الدفاعية بثبات، لكن الصدام العلني مع الرئيس شكّل صورة مرتبكة وأثار تساؤلات حول وحدة القرار الأمريكي.
وأشارت إلى أن هذا التوتر جعل بعض الحلفاء التقليديين في أوروبا والشرق الأوسط يعيدون النظر في مدى التزام واشنطن بتعهداتها الأمنية، وهو ما مثل فرصة لخصومها مثل روسيا والصين لتوسيع نفوذهم.

 

ترامب والدولة العميقة.. صراع لم يُحسم

وختمت الضاوي حديثها بالتأكيد على أن المواجهة بين ترامب والدولة العميقة لم تُحسم بعد، وأن عودته المحتملة إلى البيت الأبيض تعني تجدد الصراع بشكل أعنف. فرغبة ترامب في تصفية حساباته مع البنتاجون قد تقود إلى أزمات داخلية غير مسبوقة تهدد وحدة المؤسسة الأمريكية.


وأكدت أن التاريخ الأمريكي يثبت أن الدولة العميقة تبقى الأقوى على المدى الطويل، بينما الرؤساء يأتون ويرحلون، لكن محاولات ترامب المستمرة لفرض هيمنته على هذه المنظومة تعني أن الولايات المتحدة ستظل أمام اختبار صعب في المرحلة المقبلة.

  

تم نسخ الرابط