يحيى الفخراني: لطفي لبيب ترك بصمة لا تُنسى في المسرح|فيديو

يظل الفنان الكبير يحيى الفخراني أحد أعمدة الفن المصري والعربي، ليس فقط من خلال أدواره التي رسخت في وجدان الجمهور، وإنما أيضاً برؤيته العميقة للمسرح والفن بشكل عام. وفي حواره مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج يحدث في مصر على قناة إم بي سي مصر، كشف الفخراني عن جوانب مهمة من تجربته وموقفه من المسرح وأجيال الفنانين الجدد.
لطفي لبيب وتجسيد البهلول
أكد الفخراني أن الفنان القدير لطفي لبيب يُعد من أبرز الأسماء التي أثرت في المسرح المصري على مدار تاريخه، مشيراً إلى أنه قدم دور "البهلول" بأسلوب متفرد يظل عالقاً في الذاكرة.
وقال: "لطفي لبيب من الفنانين الذين يتركون بصمة حقيقية في كل عمل، وتجربته في المسرح تمثل إضافة يصعب تجاوزها".
ويرى الفخراني أن المسرح المصري مليء بالنجوم الذين يجب الاستفادة من خبراتهم وتاريخهم الفني، خاصة أن التجارب الحقيقية في هذا المجال لا تتكرر كثيراً، مشدداً على أن التقدير لتلك الأسماء هو جزء من الوفاء للمسرح ذاته.
النص هو البطل الحقيقي
وعن تقييمه لأهمية النص المسرحي، قال الفخراني إن البطل الحقيقي لأي عرض مسرحي هو النص، موضحاً أن الممثل مهما بلغت موهبته لا يستطيع أن يقدم شيئاً من دون وجود نص قوي. وأضاف: "الفنان يضيء النص، لكن النص هو الأساس.. هو القاعدة التي يُبنى عليها كل شيء".
وأشار إلى أن غياب الكُتاب القادرين على إنتاج نصوص مسرحية متينة يمثل أكبر ظلم للجيل الحالي من الفنانين، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة نصوص ضعيفة لا تساعدهم على إبراز طاقتهم أو إقناع الجمهور.
الانضباط وموعد رفع الستار
وشدد الفخراني على أهمية الالتزام بمواعيد رفع ستارة المسرح، واصفاً هذا الموعد بأنه أول عقد بين الفنان والجمهور، ولا يجوز التهاون فيه. وقال: "رفع الستار ليس مجرد لحظة تقنية، بل هو رسالة احترام متبادلة بين الممثل والجمهور".
وأضاف أن الانضباط في العمل الفني هو الوجه الآخر للموهبة، وأن الفنان الذي لا يحترم التزاماته يفتقد أهم قيمة تمنحه الاستمرارية والنجاح.
وهم مراحل الانتشار
وتطرق الفخراني إلى ما يُعرف بمراحل الانتشار الفني، مؤكداً أن هذه الفكرة ليست دقيقة، فالفنان لا يقاس نجاحه بمدى انتشاره في فترة معينة، بل بمدى إقبال الجمهور على متابعته في كل أعماله. وأوضح أن الانتشار الحقيقي يتحقق عندما يصبح الجمهور متحمساً لرؤية الفنان بغض النظر عن حجم الدور أو وسيلة العرض.
ويرى أن العمل الفني الناجح هو الذي يترك أثراً لدى المتلقي، وأن هذا الأثر لا تحدده الدعاية أو عدد العروض فقط، وإنما الموهبة والصدق في الأداء.
الإحساس الفطري في التمثيل
وفي حديثه عن عناصر التمثيل المؤثرة، شدد الفخراني على أن الممثل يجب أن يتمتع بإحساس فطري حاضر في كل عمل يقدمه، موضحاً أن التقنية والاحترافية مهمة، لكنها لا تكفي وحدها. وقال: "الجمهور يلمس صدق الممثل فوراً.. الإحساس لا يُمثل، بل يُعاش".
وأكد أن الأجيال الجديدة من الفنانين أمام تحدٍ كبير لإثبات أنفسهم في ظل الظروف الحالية، لكن امتلاكهم للموهبة والإحساس الصادق هو ما يمنحهم القدرة على الاستمرار وصناعة أعمال خالدة.
المسرح مدرسة الفن الأولى
واختتم الفخراني حديثه بالتأكيد على أن المسرح سيظل دائماً مدرسة الفن الأولى، وأنه بالرغم من التغيرات التي يشهدها المشهد الفني، إلا أن خشبة المسرح تظل المكان الأهم لتكوين الفنان الحقيقي. وأضاف: "من يقف على المسرح ويواجه الجمهور مباشرة، يكتسب خبرة لا تمنحها أي وسيلة أخرى".
وأشار إلى أن مستقبل المسرح مرهون بقدرة المؤسسات الثقافية على دعم النصوص الجادة وتشجيع المواهب الشابة، مع الاستفادة من خبرات الرواد الذين قدموا الكثير لهذا الفن العظيم.