عاجل

أيمن الشيوي: سر قوة المسرح القومي يكمن في التفاعل الحي مع الجمهور

 الدكتور أيمن الشيوي
الدكتور أيمن الشيوي

قال الدكتور أيمن الشيوي، مدير المسرح القومي، إن التحول الرقمي والتقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم لا يُعد تهديدًا للمسرح، بل فرصة يمكن توظيفها بما يخدم الأهداف الفنية، مؤكدًا أن المسرح عبر تاريخه لم يقف يومًا بعيدًا عن التكنولوجيا، بل استوعبها وطوّعها لخدمته دون أن يتنازل عن جوهره الأساسي وهو التفاعل الحي بين الممثل والجمهور.

 خصوصية المسرح تكمن في حضوره المباشر

وأشار الشيوي، في لقائه عبر قناة إكسترا نيوز، إلى أن خصوصية المسرح تكمن في حضوره المباشر، حيث يظل الجمهور متعطشًا لرؤية الممثل على خشبة المسرح، وسماع صوته الحقيقي، والتفاعل مع الحالة الحية التي لا توفرها شاشات السينما أو منصات المشاهدة الرقمية.

وأوضح أن المسرح لطالما كان سبّاقًا في استخدام التقنيات المتاحة، بدءًا من إضاءة الغاز في العصور القديمة، مرورًا بالكهرباء، ووصولًا إلى البروجيكتور، والآن إلى الشاشات التفاعلية، والهولوجرام.

ونوّه إلى أن هذه التقنيات تُستخدم اليوم في تجارب مسرحية متقدمة على مستوى العالم، من بينها العروض التي تسمح للمشاهد بالتفاعل من خلال نظارات الواقع الافتراضي أو ارتداء قفازات خاصة تمكّنه من "لمس" عناصر العرض داخل الشاشة، لافتًا إلى أن هذا النوع من التفاعل كان موضوع رسالة الدكتوراه التي حصل عليها من إيطاليا عام 2005.

 التكنولوجيا ليست بديلاً عن المسرح

وأكد الشيوي أن التكنولوجيا ليست بديلاً عن المسرح، بل هي عنصر مساعد، مشددًا على ضرورة الحفاظ على خصوصية العرض المسرحي الحي، والذي لا يمكن استبداله بأي وسيلة عرض أخرى مهما بلغت تقنياتها.

وأضاف أن التفاعل المباشر بين الجمهور والممثل هو سر بقاء المسرح وفرادته، وهو ما لا يمكن أن تقدمه لا السينما ولا التلفزيون، موضحًا أن استخدام الشاشات أو المؤثرات الحديثة لا يعني أبدًا التخلي عن الممثل الحقيقي الذي يقف على الخشبة بجسده وصوته وانفعاله الحي.

وتابع أن المسرح القومي يرحب بالتكنولوجيا ويعمل على إدماجها في العروض بشكل مدروس، لكن دون المساس بجوهر الفن المسرحي، الذي يعتمد أولًا وأخيرًا على "الحالة الحية" والتواصل الإنساني المباشر بين الممثل والجمهور.

وأكد في ختام حديثه أن المستقبل يتجه نحو التكامل بين الفن الحي والتكنولوجيا الذكية، لكن المسرح سيظل محتفظًا بمكانته كفن قائم على "الإنسان الحي"، القادر على التأثير الفوري والمباشر.

تم نسخ الرابط