مصطفى بكري: المغرب بلد شقيق والمطالب المشروعة حق للشباب

أكد الإعلامي مصطفى بكري، أن المغرب بلد عربي شقيق تجمعه أواصر تاريخية وثقافية مع المنطقة، مشيراً إلى أن خروج آلاف الشباب خلال الأيام الماضية في بعض المدن المغربية جاء في إطار التعبير عن مطالب اجتماعية تتعلق بقطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم ، وأوضح أن رفع هذه المطالب يعد أمراً طبيعياً ومشروعاً، طالما ظل في الإطار السلمي والوطني.
وأشار بكري، خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار" عبر فضائية "صدى البلد"، إلى أن الشعارات التي يرفعها المتظاهرون تأتي انطلاقاً من احتياجات حياتية يومية تهم المواطن المغربي البسيط، وهو ما يستدعي النظر إليها بجدية من جانب المسؤولين، مؤكداً في الوقت نفسه أن حق التعبير مكفول طالما لم يتجاوز الحدود الوطنية.
التحذير من الانزلاق إلى الفوضى
وشدد الإعلامي مصطفى بكري على أن الخطورة تبدأ عندما تتحول هذه التظاهرات إلى أعمال عنف وفوضى، أو عندما تصل الأمور إلى مواجهة مع قوات الأمن، بما يؤدي إلى الاعتداء على المراكز الأمنية ومقرات الشرطة ، واعتبر أن هذا التحول يحمل في طياته خطراً كبيراً على المغرب، لأنه قد يجر البلاد إلى وضع صعب ومعقد.
وأضاف أن أي انزلاق في مسار الأحداث من شأنه أن يفتح الباب أمام التدخلات الخارجية أو الفوضى الداخلية، وهو ما لا يرضى به أي مواطن مغربي حريص على بلده.
التخريب ليس طريق الإصلاح
وأوضح بكري أن التخريب وحرق المنشآت العامة لن يكونا أبداً الطريق الصحيح لتحقيق المطالب، لافتاً إلى أن الحل يكمن في الحوار الواعي والتعبير السلمي المنضبط. وأكد أن المغرب بلد لجميع أبنائه، وأن من حق الشباب أن يوصلوا صوتهم ومطالبهم، لكن بطرق حضارية تؤكد وعيهم وقدرتهم على التغيير بالحكمة لا بالغضب.
وتابع قائلاً: "هذه بلدكم، احرصوا عليها، وأثبتوا أنكم جيل مختلف قادر على صنع التغيير بوعي، لا أن يعيد تكرار مشاهد الخراب التي شهدتها بعض الدول العربية بعد أحداث عام 2011".
دعوة إلى التمسك بالسلمية
وشدد مقدم برنامج "حقائق وأسرار" على أن المظاهرات السلمية تظل الوسيلة الأمثل لإيصال الصوت إلى السلطات وصناع القرار، بينما العنف لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية تضر بالمجتمع كله ، وأضاف أن ما يحدث حالياً في المغرب، إذا استمر على مساره الحالي من عنف واشتباكات، فلن يقود البلاد إلى الاستقرار، بل قد يعرضها لمصاعب كبيرة.
وأكد بكري أن المرحلة الحالية تتطلب وعياً وطنياً حقيقياً، وإدراكاً أن التخريب لن يخدم سوى أعداء المغرب، بينما السلمية والنضج في طرح المطالب يمكن أن يفتحا آفاقاً واسعة للحوار والإصلاح.
الاستقرار أولوية وطنية
واختتم الإعلامي مصطفى بكري تصريحاته بالتأكيد على أن الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي هو أولوية قصوى لأي دولة، وأن المغرب يمتلك من الإمكانات والتاريخ ما يؤهله لتجاوز التحديات عبر الحوار الوطني والتعاون بين جميع مكوناته ، ودعا الشباب إلى التمسك بحقوقهم المشروعة، لكن دون السماح بتحويل مطالبهم إلى ذريعة للفوضى أو التخريب.